195

الدنيا وشهواتها ، وباطنه ملوء من الحسد ، والمكر ، والخداع ، والحقد والغش وغير ذلك ، فلذلك أمروه بعلاج ذلك ليتطهر منه ، فإنها آخلاق الشياطين.

ووقد أوضحنا ذلك فى مقدمة كتابنا المسمى "مشارق الانوار القدسية فى بيان العهود المحمدية ومن شأنه أن يلزم كليا جمع قلبه على الله تعالى ويترك كليا تشتيت

قلبه عن الله بأن يلزم المأمورات ويترك المنهيات ، فلا يرى إلا فى فعل واجب أو مندوب أو أولى ، ويجتنب الحرام والمكروه وخلاف الاولى وذلك لان الله عز وجل يرفع الحجاب عنا فى المأمورات ويسدله علينا ف المنهيات ، فلو آردنا آن تحضر بقلوبنا معه في حرام ، آو مكروه أو خلاف الاولى ، لا نقدر ، ولو آردنا آن تحتجب عن شهودنا له في ال ويصير من قسم المنهى ، فتامل ذلك فإنه نفيس ومن شأنه أن لا يتساهل بهجر شيخه ، فقد قال سيدي محمد وفا رحمه الله : كل مريد هجره أستاذه فلم يتآثر من ذلك ولم يشتق إليه ولم يبادر لتطييب خاطره عليه ، فقد مقته الله ومكر به ووكان سيدى أبو العباس المرسى رحمه الله يقول : عمدة أحوال المريد صدقه فى محبة أستاذه ، وكل مريد خاف من آحد من الخلق مع وجود أاستاذه فهو كاذب فى استناده إليه ، فان المريد مع شيخه كولد اللبو اف جحرها ، أفيراها تاركة ولدها لمن يريد اغتياله ، لا والله وكان يقول : لا تطالبوا الشيخ بأن يكون خاطره معكم ، بل طالبوا

Página desconocida