134

وكان يقول : قاسيت الاهوال فى بدايتى ، وما تركت هولا إلا ركبته وكان لباسى جبة صوف ، وعلى رأسى خريقة ، وكنت أمشى حافيا فى الشوك وغيره ، وكان قوتى قامات البقل ، وورق الخس : من شاطى النر ، .ولم أزل آخذ نفسى بالمجاهدة ، حتى طرقنى من الله تعالى الحال الذى يطرق القوم .

وكان يقول : لقد تظاهرت بالخرس والجنون مرارا لتنفر الناس عنى اولا يشغلونى عن ربى عز وجل وحملت مرارا إلى المارستانا (1) وأقمت ف صحراء بغداد والعراق وخرائها نحو خمس وعشرين سنة على التجريد والسياحة حتى كنت لا أعرف الخلق ، ولا يعرفونى . قال : ومكثت سن الا آكل ولا أشرب ولا أنام ، واحتلبت فى ليلة واحدة أربعين مر وكانت ليلة باردة ، فكنت أغتسل عقب كل مرة حياء من الله تعالى ويقول : ربما كان ذلك من الله تعالى امتحانا لى ، هل أجلس بين يديه جنبا مترخصا أو أعظسم حضرته عن ذلك ، فإن المريد ربما اغتسل فى بعض هذه الاحتلامات إذا وقعيد له دون بعض مترخصا ، ويقول ليس هذا وقت صلاة .

ووكان يقول : جلوس الاشياخ على بساط الظلمة يطفيء نور قلوبهم فكيف بالمريد اوكان بعضهم يرى النبيء صلى الله عليه وسلم كل ليلة فجلس على بساط شخص من الولاة فانقطعت عنه الرؤية ، وصار يراه صلى الله عليه وسلم بعيدا ، فمشى وراءه زمانا ، وقال: (1) مستشفى المجانين

Página desconocida