Luces del Profeta
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Géneros
وقال الإمام أحمد بن المبارك في كتابه الإبريز: سألت شيخنا القطب الغوثي سيدي عبد العزيز الدباغ، وقع خلاف بين أهل السنة في وقت ولادته (صلى الله عليه وسلم).
ففي بعض الروايات: ولد ليلا، وفي بعضها ولد نهارا، فعلى أي الروايتين نعتمد؟.
فقال: على كل منهما يعتمد، وأنه لا خلف بينهما حقيقة، بل هو لفظي، وذلك أن ابتداء الوضع كان من أول السدس الأخير، وانتهاؤه كان بعد الفجر، فمن قال: ولد ليلا نظر لابتداء الوضع، ومن قال نهارا نظر لانتهائه انتهى.
ونقل الزركشي في شرح البردة عن ابن عباس رضي الله عنه لما ولد النبي (صلى الله عليه وسلم) قال في أذنيه رضوان خازن الجنان: أبشر يا محمد فما بقي لنبي علم إلا وقد أعطيته؛ فأنت أكثرهم علما، وأشجعهم قلبا انتهى.
ونزل (صلى الله عليه وسلم) على يد الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف، فهي قابلته رافعا بصره إلى السماء، واضعا يديه بالأرض.
وفي ذلك من الإشارات ما لا يخفى، مكحولا، نظيفا، مسرورا: أي مقطوع السر بضم السين: وهو ما تقطعه القابلة من السرة، مختونا: أي على صورة المختون.
وقيل: ختنه جده سابع ولادته، وجمع بينهما بأنه يجوز أن يكون ولد مختونا ختانا غير تام، كما هو الغالب في المولود مختونا، فتمم جده ختانه.
وقيل: ختنه جبريل (عليه السلام) يوم شق قلبه عند مرضعته حليمة.
وروي أنه تكلم حين خروجه من بطن أمه فقال: جلال ربي الرفيع، وقيل: قال: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، ويمكن الجمع.
وقال عياض: وما جرى من العجائب ليلة مولده من ارتجاج إيوان كسرى، وسقوط شرفاته، وغيض بحيرة طبرية، وخمود نار فارس، وكان لها ألف عام لم تخمد.
وأنه كان إذا أكل مع عمه أبي طالب وآله وهو صغير شبعوا ورووا، فإذا غاب فأكلوا في غيبته لم يشبعوا.
ومن ذلك حراسة السماء بالشهب وقطع رصد الشياطين ومنعهم استراق السمع.
Página 158