86

Luces del Profeta

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

Géneros

وقوله: ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله [التوبة: 59].

أغناهم الله ورسوله من فضله [التوبة: 74].

كذبوا الله ورسوله [التوبة: 90].

أنعم الله عليه وأنعمت عليه [الأحزاب: 37] انتهى.

النور الثامن وهو نور التدلل:

كشف له عن مقام القرب وهو قوله تعالى: ثم دنا فتدلى لأمر.

* قلت: قال الشيخ القاشاني في القرب: هو القيام بالطاعة، والقرب: هو دنو العبد من الله تعالى بكل ما يعطيه من السعادة، لأقرب الحق العبد، فإنه من حيث دلالة: وهو معكم أين ما كنتم [الحديد: 4]، عليه قرب عام سواء كان سعيدا، أو شقيا، فكل عبد، في كل وقت، تحت حكومة الأسماء الإلهية قرب، من حيث تجلي اسم إلهي وبعد من حيثية اسم آخر، فالقريب من المضل فلا بعيد من الهادي، والعكس، فكل اسم يعطي قربا، فالسعادة ترجع إلى هذا القرب المصطلح عليه، وقد يكون للحق قرب خاص من العبد زائد على قربه العام.

كما قال تعالى لموسى وأخيه (عليهما السلام): قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ، فإن هذه المعية، معية العناية بالحفظ والكلاءة، لا المعية العامة، فقرب العبد من الحق بكل ما يعطي من السعادة يتبع له قربا خاصا من الحضرات بالحقية، كما قال (صلى الله عليه وسلم) عن ربه تعالى: «من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه باعا، ومن أتاني يسعى أتيته هرولة».

والقرب على قسمين: علمي، وعملي.

فالعلمي: أعلاه العالم بتوحيد الألوهية، وهو على نوعين نظرى، وشهودي.

Página 153