[شرح أنوار الأنوار المحمدية]
النور الأول وهو نور العزة:
فهو نور الشهادة التي تقال مع شهادة الله: هذا كشف عن عزته عند الله.
ومنها أيضا في جملة أحكام أمته (صلى الله عليه وسلم) فيها يتبع كالتشهد في الصلاة والأذان.
* قلت: وعزة الله بعزته في قوله: ولله العزة ولرسوله [المنافقون: 8].
ولله العزة ولرسوله بتيسير أسباب العزة، وهي: الاستقامة المحمدية الأزلية.
ولله العزة ولرسوله فقد ألقى الله عليه أستار العزة الإلهية.
ولله العزة ولرسوله : أي الامتناع وجلالة القدر.
ولله العزة ولرسوله : أي العزيز، ومعناه: الذي لا نظير له في خلق الله تعالى.
ولله العزة ولرسوله : أي له روح العزة؛ لأنه مظهر كمالات العزيز الحكيم، ولرسوله الذي هو القلب لا مرسل إلى القوى، كالسلطان إلى الجنة، ولا بد للخليفة من العزة الذاتية والإضافية.
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين : أي وللمؤمنين الذين أعزهم الله بعزة نفسه وبعزة رسوله، فإنهم حزب الله الغالبون، وإنهم الجند المنصورون، فلهم الفعل الذي هو عين العزة، ولأعدائهم الانفعال الذي هو عين الذلة، فالمؤمنون في درجة الذكورة وإن كانوا إناثا، والمنافقون والكافرون في درجة الأنوثة وإن كانوا ذكروا، فعليك بالتشبه بالذكور حتى تكون مذكرا حقيقيا.
وقال الشيخ الأكبر في كتاب «التجليات» في الكلام على تجلي العزة ما نصه:
ما لك وللحق تعالى أية مناسبة بينك وبينه، وفي أي وجه تجتمع، اترك الحق للحق، فلا يعرف الحق إلا الحق، يقول الحق: وعزة الحق لا عرفت نفسك حتى أجليك لك، وأشهدك إياك، فكيف تعرفني، تأدب فما هلك امرؤ عرف قدره، واقتد بالمهتدين من عباده انتهى.
وقال فيه أيضا: في تجلي بأي عين تراه من زعم أنه يدركه على الحقيقة فقد جهل،
Página 82