وأما النور السابع عشر: وهو نور العادة: فإنه أظهر في أيام الدنيا وأيام العالم وأيام الدين من العدل وصلاح الأحوال وسياسة المنزل والتدبير المحمود، فأظهر له أنه الحكيم الأعظم.
وأما النور الثامن عشر: وهو نور الأتباع: فما ظهر لهم من النصر بالسنان فإنهم استفتحوا بلاد الكفر من بعده (صلى الله عليه وسلم)، وما فتح الله به وما ظهر على رجال أمته من الكرامات على العلماء من العلوم على أنحائها.
وبالجملة ظهر أن الأمر فيه مع الأنبياء والرسل هو الأمر فيهم مع علماء والملل والدول.
وقوله: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس [البقرة: 143] فهي ذلك الآية.
وأما النور التاسع عشر: وهو نور اللواحق: فما بعده من الآيات التي أخبر به وما أيضا في العالم من العجائب فهي له حتى فضائل أمته فإنها هي فضائله.
فإن قلت: لا تحصر كراماتهم وعلومهم، فقد قلت: لا نهاية لمعجزاته (صلى الله عليه وسلم)، هو فإنه الأصل في ذلك. والذي يفيد الكرامة بتبعيته هو الكامل. حتى أن هذا النوع باتباعه يترجح على المعجزة الحاضرة معه، فإن تلك بإزاء تكذيبه ولضرورة المعاند، وهذه من عند الله على جهة الإكرام ثم هي أيضا مركبة بزيادة أمر محمود وهذا أظهر له (صلى الله عليه وسلم) أصل كل فضل وسعادة وعناية.
وأما النور العشرون: وهو نور الجاه: فهو كشف له أنه واحد الله في التخصيص والشفاعة تدل على ذلك وأشباهها.
وأما النور الحادي والعشرون: وهو نور الخطابة: فكونه كيف له أنه الذي أوتي جوامع الكلم.
وأما النور الثاني والعشرون: وهو النور الذي سميته نور المقايسة: فهو كشف له أنه إذا جمع في الذهن جميع الأنبياء والرسل في تقديره لفضلهم.
Página 78