Luces del Profeta
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Géneros
فخلا سبيله، فجاء أصحابه، فقال: جئتكم من عند خير الناس (1)».
وكان (صلى الله عليه وسلم) أجود الناس وأسخاهم.
وكان في شهر رمضان كالريح المرسلة لا يمسك شيئا، وما سئل شيئا قط على الإسلام إلا أعطاه.
وإن رجلا أتاه فسأله فأعطاه غنما سدت ما بين جبلين، فرجع إلى قومه، وقال:
أسلموا؛ فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة (2).
وما سئل شيئا قط فقال له: لا، وحمل إليه تسعون ألف درهم فوضعها على حصير، ثم قام إليها فقسمها فما رد سائلا حتى فرغ منها.
ولما قفل من حنين جاءت الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى شجرة فخطفت رداءه، فوقف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وقال: «أعطوني ردائي، لو كان عندي عدد العضاه نعما لقسمتها بينكم، ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا جبانا (3)»، فحاشاه من ذلك (صلى الله عليه وسلم) لبيان كرمه، وشجاعته (صلى الله عليه وسلم)، وكان (صلى الله عليه وسلم) أكرم الناس وأشجعهم.
قال علي رضي الله عنه: «لقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي (صلى الله عليه وسلم) وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأسا (4)».
وقال أيضا رضي الله عنه: «كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه (5)».
وقيل: «كان (صلى الله عليه وسلم) قليل الكلام، قليل الحديث، فإذا أمر الناس بالقتال تشمر، وكان
Página 176