وأعمارنا أبيات شعر كأنما
أواخرها للمنشدين قوافي
وما كان الألم ليحجر قلب المعري، أو يذهب بشيء من سمو مبادئه فاسمعه يقول:
إذا ما فعلت الخير فاجعله صافيا
لربك وازجر عن مديحك ألسنا
فكونك في هذه الحياة مصيبة
يعزيك عنها أن تبر وتحسنا
ومن غريب الاتفاق الفكري والاجتماعي أن فيلسوف المعرة وشاعرها كان ناقما مثلي على فريق من الشعراء في زمانه، فندد بأولئك الذين يلهون بتوافه الحياة، ولا يستطيعون أن يخترقوا ستارا واحدا من أسترة الحقيقة فيبذرون قوافيهم بالمديح والاستجداء، وبالتغزل البليد والرثاء، وقد قال، وهو يحمل على أسيادهم، وأولياء نعمتهم، الأمراء والحكام - وكأنه في ما يقول يصف أسياد هذا الزمان:
مل المقام فكم أعاشر أمة
أمرت بغير صلاحها أمراؤها
Página desconocida