وقد رُوى عن سعيد بن المسيبّ قال: ولدَ نوحٌ أربعةَ نَفَر: سام، وهو أبو العرب وفارس والروم: ويافث، وهو أبو يَأَجُوجَ ومَأجُوج والتُّرك والصقّالِبة، وحام، وهو أبو البَرابِر والقِبْط والسّودَان، ويام، وهو الذي قال) سَآوِى إلى جَبل يَعْصِمُني مِنَ الْماء (قال: وولَدَ حامُ السِّنْدَ والهِنْدَ والزَّنْج والحَبَشة والسُّودان والبُّجّة والنُّوبَة والزطَّ والقِبْط والبَرْبر والنّسْنَاس.
ومِنْ ولَدِ يافث يأجُوج ومَأجُوج والتُّرْك والصَّقَالَبة واللاَّن والشّاش والطارنيل وسورانيل وفارس وتاريس وتاويل وتناويل ومن ولد سام طَسْم وجَدِيس وجُرْهُم والعَمَالِيق وقُطُورَا وإدْرِيس والعَرَب وفَارِس وخُراَسان.
ورُوىَ عن وهب بن مُنّبّه، أنه قال: الناسُ كلهم انتشروا من سَام وحَام ويَافث بني نوح ﵇.
وحدثني سَهْل بن محمد السَّجِسْتَانِيَ قال، حدثنا الأصمعي، عن مسلمة، عن عَلْقَمةٌ المازني، أن عمر بن الخطاب ﵁ قال لكعب: لأي ابني آدم كان النسل؟ قال: ليس لواحد منهما النسل، أما المقتول فقد دَرَج، وأما القاتِل فقد هَلَك نَسْلُه في الطوفان، والناس من بني نوح، ونوح من بني شيث بن آدم.
قال وهب بن مُنَبّه: وكان مع نوح في السفينة ملكان، فلما قال الله ﷿ للسماء: أقْلِعي ماءك وللأرض ابْلَعي ماءَك قالا لنوح: ابْعث طيرا يأتِيَكَ بخبر الأرض. فبعث نوح الغُراَبَ فوجَدَ جيفةً طفت على الماء فاحتبس عليها يأكل منها، فلما أبطأ بعث الحمامةَ فلم تَلْبث أن أقبلت ومعها وَرَقَةُ زَيْتْونَة. فقال له الملكان ارْدُدْها تأتَيك بطين. فرجعت إلى المكان فوجَدَت بأعلى الجُودِيَّى مَكَاناَ من الأرض كأرفعة يُخسَر عنه الماءُ مَرَّة ثِمّ يَنْطَبق عليه، فأخذت منه طِينةً فذهبت بها إلى نوح، فقالا له الملكان اعرَف وَزْنَه فإنه قد أتتك بميزان الأرض كلها، واقسمه بين نبيك، وأقرع بينهم بالسهام، فمن يومئذ كانت السَّهَامُ ومعرفُة الميزان. فخرج سهم يافث فأخذ منها بكَفِّه ما أخذ، ثم خرج سَهْمُ سَامِ وحام، قُسِّمَت الأرضُ لَهُم أثلاثا.
ذكر حام بن نوح وولده
ونَكح حامُ بن نوح نحلب بنت مأرب بن الدرسيل بن مُخويل بن أخنوخ بن قابيل، فولدت له ثلاثة نَفَر: كُوش بن حام، وقَوَط بن حَامَ وكَنْعَان بن حام. فنكح كوُش بن حام بن نوح قدنبيل بنت بتاويل بن ترش بن يافث بن نوح، فولدت له الحَبَشَة والسَّنْد والهنْد. فيما يزعمون. ونكح قُوط بن حام بن نوح نحت بنت بتاويل بن ترش بن يافث بن نوح فولدت له القبط قبط مصر فيما يزعمون. ونكح كنعان ابن حام بن نوح ارسل ابنه بتاويل بن ترش بن يافث بن نوح فولدت له الأُسَاوِدَ والنوبةَ والتَّرابد والغُزَّان والزَّنْج والذِعارة وأجناس السودان كلها.
وقال بعضهُم: ولد لحام بن نوح كُوس ومِصرايم وقُوط وكَنْعان فمن ولد كُوشُ نُمْرود المُتَّجبّر الذي كان بِبابِل، وهو نُمْروُد بن كَنْعَان ابن كَوس بن حام بن نوح. وصارت بقيّة ولد حام بالسواحل من المشرق والمغرب والنوبة والحبشة وقُرَّان.
قال: ويقال إن مِصْرَايِم وَلَدَ القِبْط وبَرْبَرةَ، وأن قوطِا صار إلى أرض الهِنْد والسند فنزلها، وأن أهلها من وَلَدِه، والزّطّ مِن وَلَد حَام أيضا وهم مِنَ السَّند، فمن ولد حام بن نوح أجْنَاسْ السُّودان: الزَّنْج والنُّوبَة والزِغاوة والقِبْط والحَبَشَة وفُزَّان والسِّنْد والهِنْد وأهل المشرق والمغرب. قال: ومنهم نَمْرُود بن كَنْعَان بن كُوش بن حام بن نُوح.
وروى عن ابن عباس أنه قال: إن السّند والهند والبُنْدَ من وَلَد سَام بن نوح.
وروى عن ابن عطاء عن أبيه قال: وَلَدَ حامُ كلَّ أسَود جَعْدَ الشعر، وولد يافث كل عظيم الوَجْه صَغِير العَيْنَين، وولد سام حسن الوجه حسن الشعر.
1 / 22