225

Anmudhaj Jalil

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Investigador

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Editorial

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Número de edición

الأولى،١٤١٣ هـ

Año de publicación

١٩٩١ م

Ubicación del editor

الرياض

أولا، الثانى: أن ذلك القول كان من المؤذن بغير أمر يوسف ﵊ كذا قال بعض المفسرين، الثالث: أن حكم هذا الكيد حكم الحيل الشرعية، التى يتوصل بها إلى مصالح ومنافع دينية
كقوله تعالى لأيوب ﵊: (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ) وقول إبراهيم ﵊ في حق زوجته: "هى أختى" لتسلم من يد الكافر، وما أشبه ذلك.
* * *
فإن قيل: كيف تأسف يعقوب ﵊ على يوسف دون أخيه بقوله: (يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ) والرزء الأحداث أشد على النفس وأعظم أثرا؟
قلنا: إنما يكون أشد إذا تساوت المصيبتان في العظم ولم يتساويا هنا، بل فقد يوسف كان أعظم عليه وأشد من فقد أخيه، فإنما خصه بالذكر ليدل على أن الرزء فيه مع تقادم عهده ما زال غضًا طريًا.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ)
والحزن لا يحدث بياض العين لا طبا ولا عرفا؟
قلنا: قال ابن عباس: (من الحزن) أي من البكاء، ولأن الحزن سبب للبكاء، فأطلق عليه اسم السبب وأراد به المسبب، وكثرة البكاء قد
يحدث بياضا في العين يغشى السواد، وهكذا حدث ليعقوب ﵊، وقيل: إذ كثرت الدموع محقت سواد العين وقلبته إلى بياض كدر.
* * *
فإن قيل: كيف قال يعقوب ﵊: (إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)

1 / 224