سئل الحافظ تقي الدين ابن الصلاح الشهرزوري عن الفلسفة والمنطق، فقال: الفلسفة أس السفه والانحلال، ومادة الحيرة والضلال، ومثار الزيغ والزندقة. ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالبراهين، من تلبس بها قارنه الخذلان والحرمان، واستحوذ عليه الشيطان، وأظلم قلبه عن نبوة محمد ^.. واستعمال الاصطلاحات المنطقية في مباحث الأحكام الشرعية من المنكرات المستبشعة، والرقاعات المستحدثة. وليس بالأحكام الشرعية - ولله الحمد - افتقار إلى المنطق أصلا، هو قعاقع قد أغنى الله عنها كل صحيح الذهن (23/143).
متى دخل علم الكلام في المغرب ؟
قال أبو علي الحسين ابن أبي حريصة : بلغني أن أبا ذر الهروي مات بمكة سنة 404ه وكان على مذهب مالك ومذهب الأشعري.
قال الذهبي : أخذ الكلام ورأي أبي الحسن - الأشعري - عن القاضي أبي بكر ابن الطيب ، وبث ذلك بمكة ، وحمله عنه المغاربة إلى المغرب والأندلس، وقبل ذلك كانت علماء المغرب لا يدخلون في الكلام ، بل يتقنون الفقه أو الحديث أو العربية ، ولا يخوضون في المعقولات . وعلى ذلك كان الأصيلي ، وأبو الوليد ابن الفرضي ، وأبو عمر الطلمنكي ، ومكي القيسي ، وأبو عمرو الداني ، وأبو عمر ابن عبد البر ، والعلماء(1) (17/557).
فتن جرت في تاريخ الأمة
وقوع الفتنة في الأمة - نعوذ بالله من الفتن :
...ذكر الذهبي في آخر ترجمة الحسن بن علي - رضي الله عنه - أن مروان منع من دفن الحسن مع جده ^، وقد أذنت بذلك عائشة رضي الله عنها، وكادت تكون فتنة لكن أطفأها الله بتدخل أبي هريرة - رضي الله عنه -.
Página 17