165

Anis Fudala

أنيس الفضلاء من سير أعلام النبلاء

...حرك الحلاج يده يوما، فنثر على من عنده دراهم، فقال بعضهم: هذه دراهم معروفة، ولكن أومن بك إذا أعطيني درهما عليه اسمك واسم أبيك. فقال: كيف وهي لم تصنع؟ قال: من أحضر من ليس بحاضر صنع ما لم يصنع.

...ومن مخاريقه أن رجلا قال له: أريد تفاحة، ولم يكن وقته، فأومأ بيده إلى الهواء، فأعطاهم تفاحة وقال: هذه من الجنة. فقيل له: فاكهة الجنة غير متغيرة، وهذه فيها دودة، فقال: لأنها خرجت من دار البقاء إلى دار الفناء، فحل بها جزء من البلاء (14/321-325).

مجابو الدعوة :

* سعد ابن أبي وقاص: من أخوال النبي ^، فارس الإسلام، سابع سبعة في الإسلام، وأول من رمى بسهم في سبيل الله. دعا له رسول الله ^ فقال: "اللهم سدد سهمه، وأجب دعوته"، فكان مجاب الدعوة تخاف دعوته وترجى. وقد خرجت جارية له فكشفتها الريح، فشد عليها عمر بالدرة وجاء سعد ليمنعه فتناوله بالدرة، فذهب سعد يدعو على عمر، فناوله عمر الدرة وقال: اقتص، فعفا عنه.

* ومن ذلك أنه دعا على امرأة كانت تطلع عليه فنهاها فلم تنته، فقال: شاه وجهك. فعاد وجهها في قفاها.

* وهجاه رجل فقال: اللهم اكفنا يده ولسانه، فجاء سهم غرب فأصابه فخرس، ويبست يده جميعا.

* وكذب عليه رجل من أهل الكوفة لما كان واليا عليها، فقال إن سعدا لا يعدل في القضية، ولا يقسم بالسوية، ولا يسير بالسرية. فقال سعد: اللهم إن كان كاذبا فأعم بصره، وأطل عمره، وعرضه للفتن. قال عبد الملك بن عمير: فأنا رأيته بعد يتعرض للإماء في السكك. فإذا سئل كيف أنت؟ يقول: كبير مفتون أصابتني دعوة سعد. وفي رواية: فما مات حتى عمي، وكان يتلمس الجدارات، وافتقر حتى سأل الناس، وأدرك فتنة المختار ابن أبي عبيد فقتل فيها.

Página 165