127

Anis Fudala

أنيس الفضلاء من سير أعلام النبلاء

لما أتى سليمان بن عبد الملك إلى المدينة أعجبه سمت رجل فسأل عامله عمر بن عبد العزيز عنه فقال : هو صفوان بن سليم ، فأرسل خادمه بكيس فيه خمسمائة دينار ، فوجد صفوان في المسجد يصلي ، فلما سلم قدمها له فقال : لست الذي أرسلت إليه . قال : ألست صفوان بن سليم ؟ قال : بلى . قال : فإليك أرسلت . قال : اذهب فاستثبت، فولى الغلام ، وأخذ صفوان نعله وخرج ، فلم ير بها حتى خرج سليمان من المدينة (5/368).

أثر الولاية على العلماء:

كان يحيى بن سعيد خفيف الحال ، فاستقضاه المنصور فلم يتغير حاله ، فقيل له في ذلك فقال : من كانت نفسه واحدة لم يغيره المال (5/475).

قال حماد بن سلمة: ما كنا نشبه شمائل إسماعيل بن علية إلا بشمائل يونس حتى دخل فيما دخل فيه.

قال الذهبي: يريد ولاية الصدقة. وكان موصوفا بالدين والورع والتأله، منظورا إليه في الفضل والعلم، وبدت منه هفوات خفيفة، لم تغير رتبته إن شاء الله. وقد بعث إليه ابن المبارك بأبيات حسنة يعنفه فيها، وهي:

يا جاعل العلم له بازيا يصطاد أموال المساكين

احتلت للدنيا ولذاتها بحيلة تذهب بالدين

فصرت مجنونا بها بعدما كنت دواء للمجانين

أين رواياتك فيما مضى عن ابن عون وابن سيرين

ودرسك العلم بآثاره في ترك أبواب السلاطين

تقول: أكرهت، فما ذا كذا زل حمار العلم في الطين

لا تبع الدين بالدنيا كما يفعل ضلال الرهابين

(9/109-110).

من استعفى السلطان من العمل :

Página 127