لا تكذب قط!
آه، أليس لك أن تعيشي معي في حقولنا الحقيرة وأكواخنا الوضيعة، نصيد الغزلان ونسوق قطيع العنزات إلى الخبازى الخضراء. وفي الغابات ستنافسين بان وأنت برفقتي.
إن بان هو الذي علم الإنسان أن يصنع مزمارا واحدا من عدة قصبات بالشمع، لأول مرة. فإنه يهتم بالأغنام وبرعاة الأغنام. فلا تندمي إن هيجت شفتيك بقصبة، وتعلمت نفس هذا الفن، فما هو الذي لم يفعله أمينتاس؟ إن عندي مزمارا من سبع قصبات من الشوكران غير متساوية، هدية منحنيها دامويتاس ذات يوم قائلا لي وهو يحتضر: «إنها تنادي بك الآن سيدا ثانيا.» هذا ما قاله دامويتاس، فدبت الغيرة وقتئذ في نفس أمينتاس الأحمق. وعلاوة على ذلك فقد وجدت غزالتين في واد خطر يذرو البياض جلودهما، وكانتا ترضعان أضرع نعجة مرتين في اليوم، وإنني لأحتفظ لك بهما. ولقد توسلت ثستيلس مرارا وتكرارا لتحصل عليهما مني، وأظن أنها ستنالهما إذ تبدو هداياي حقيرة لك.
تعال، أيها الصبي الجميل! انظر، هذي الحوريات تحضر لك أقفاصا مملوءة بالزنبق، وتقطف النياد الجميلة البنفسج الأصفر والخشخاش، وتخلط النرجس وحبة البركة الزكية الرائحة، ثم تفتلها بالقثاء الهندي وأعشاب أخرى حلوة، وتنمق العيسران الرقيق بالأقحوان الأصفر الذهبي، كل ذلك من أجلك، وسأجمع بيدي السفرجل الشاحب بزغبه الرقيق، وأبا فروة الذي تحبه أماريلس. وسأضيف كذلك البرقوق الشمعي؛ إذ ستحظى هذه الفاكهة بمجدها أيضا. وسأقطعك أيضا يا أغصان الغار، وأنت يا أغصان أشجار الآس، يا جاراتها ستدمجان العبير الجميل في وضعكما هذا.
أي كوريدون، إنك فظ! فإن ألكسيس لا تهتم بالهدايا، ولن يستسلم أيولاس لو باريته بالهدايا. واحسرتاه، واحسرتاه، ما هذه الرغبة التي كانت عندي أيها الشقي؟ أيها الأحمق، لقد سمحت للريح الجنوبية أن تدخل إلى أزهاري، وللخنازير أن تلج ينابيعي البلورية! آه، أيها الأحمق، ممن تهرب؟ فحتى الآلهة تسكن الأحراش، وكذا باريس الدرداني. دع بالاس تقطن بنفسها في المدن التي شيدتها، ولكن دع الأحراش تكون غبطتي الرئيسية! إن اللبؤة الكئيبة المنظر تقتفي أثر الذئب، والذئب العنزة، والعنزة الجائعة البرسيم المزهر. أما كوريدون فيتبعك يا ألكسيس. كل ينساق وفق ميله. انظر، ها هي الثيران تجر المحراث إلى البيت وهو معلق بالنير، والشمس المرتدة تضاعف الظلال المتطاولة، ولكن الحب ما زال يحرق فؤادي، أليس من حد لهذا الحب؟ آه يا كوريدون، كوريدون، أي جنون ألم بك؟ إن كرمتك لم تشذب غير نصفها فوق شجرة الدردار المورقة. بلى، لم لا تشرع على الأقل في جدل شيء تتطلبه حاجتك بالأغصان والحلفاء اللدنة؟ ستحظى بألكسيس أخرى إذا احتقرتك هذه!
ECLOGA II
ALEXIS
Formosum pastor Corydon ardebat Alexim,
delicias domini; nec quid speraret habebat.
tantum inter densas, umbrosa cacumina, fagos
Página desconocida