وقتل كلوديوس، فحمل أنصاره جثته إلى روما، وأقاموا له في الفورم كومة من الحطب من مقاعد وأثاث مجلس الشيوخ نفسه.
ولتهدئة الثورة التي قامت بعد ذلك، أعطى السناتو القنصلية لبومبي في نهاية شهر فبراير، فتسلم المنصب الجديد دون أن يعاونه أحد، وهكذا وضع القائد جهرا على رأس الحزب الخاص بمجلس الشيوخ المعارض لقيصر.
وفي نفس الوقت بدأ بومبي يجند في إيطاليا لحسابه ، أما الحزب الشعبي فقد درس جيدا خطط بومبي - وقد كان هذا الحزب يؤيد قيصر - فاتهم بومبي بأنه يتوق إلى أن يصير دكتاتورا؛ ولذا اضطر في الخمسة الشهور الأخيرة من قنصليته أن يطلب معاونة حميه كونتوس ميتيلوس سكيبيو
Q. Metellus Scipio ، ولكي يقضي على حركاته الخفية بعد أن صار عدوا له علانية، طالب قيصر عن طريق الترابنة بالقنصلية الثانية، وكان طلبه هذا يقول إنه في العشر السنوات التي لا بد وأن تنقضي قانونا بين القنصليتين الأولى والثانية، يجب أن يسمح له بترشيح نفسه دون أن يتنازل عن حكمه لغاليا، ودون أن يحضر هو شخصيا إلى روما كالمعتاد في ذلك الحين. ولم يلحظ أحد في بادئ الأمر أن طلب قيصر هذا كان معناه المطالبة بامتداد حكمه في غاليا، وأنه كان يرمي إلى القضاء على الخطة المدبرة ضده؛ ولذلك فاز بتأييد كل من بومبي وشيشرون.
ولما فطن بومبي إلى الشرك الذي نصبه له منافسه، حاول إلغاء موافقته له، وفي العام التالي اقترح القنصل ماركوس كلاوديوس ماركيلوس
M. Glaudius Marcellus
على مجلس الشيوخ دون إثارة أية جلبة، أن يستدعي قيصر من غاليا حتى يمنع من استخدامه الامتياز الذي حصل عليه، كما صمم في الوقت ذاته أن تسحب حقوق المواطن الروماني التي منحها قيصر للمستعمرين في كومو، فحاول قيصر أن يأخذ الأصوات على اقتراحات ماركيلوس وقايض على النفوذ الذي كان له مع زميله سولبيكيوس روفوس
Sulpicius Rufus ، وأهم من كل شيء حصل على معارضة التريبون جيوس سكريبونيوس كوريو
C. Scribonius Curio
بعد أن استماله إليه بالرشوة. وبحث الموضوع في العام التالي في عهد قنصلية أيميليوس ليبيدوس
Página desconocida