موبسوس :
لقد بكت الحوريات دافنس بعد أن اختطفته يد الموت الكريه - اشهدي على الحوريات يا أشجار البندق، وأنت أيتها الأنهار - وعندما أمسكت الأم جسد ابنها المسكين صرخت على شدة قسوة الآلهة والنجوم في تلك الأيام يا دافنس، لم يسق أحد الأبقار التي كانت ترتع إلى المجاري الباردة، ولم يذق حيوان من ذوات الأربع مياه جدول كما أنه لم يلمس ورقة من الحشيش. أي دافنس، إن الجبال الموحشة والأحراش تخبرنا أن الأسود الأفريقية قد بكت على موتك أيضا.
إن دافنس هو الذي علم الناس استئناس النمور الأرمينية تحت وطأة العربة، ومزاولة رقصات بكهوس ولف الأوراق اللينة حول السهام الصلبة. إنك وحدك تعطي المجد لقومك كما تعطي الكرمة المجد للأشجار، والعنبة للكروم، والثور للقطيع، والقمح للحقول الخصبة. فمذ خطفتك ربات الحظ، هجرت باليس نفسها حقولنا، وكذلك أبولو. فغالبا في الأخاديد التي عهدنا إليها بحبات الشعير الكبيرة، ينمو الزوان العديم الفائدة، وكذلك عيدان الشوفان العاقرة. فينمو الحسك والشوك الحاد الأسنة بدلا من البنفسج الناعم والنرجس البراق. انثروا الأوراق في المروج يا أيها الرعاة، وظللوا الينابيع فإن دافنس يطلب إليكم أن توفوه هذه الأمجاد، وابنوا له قبرا واكتبوا على القبر هذا البيت الشعري: «لقد كنت أنا دافنس معروفا بين الأشجار والأحراش، من هذا المكان إلى النجوم. لقد كان جميلا ذلك القطيع الذي كنت أحرسه، ولكنني أنا السيد، كنت أكثر جمالا.»
مينالكاس :
إن أغنيتك أيها الشاعر المبجل، تقع في نفسي موقع النوم على الكلأ في نفس من أنهكه التعب، وإرواء العطش في حر الصيف القائظ من ساقية دائرة بالماء العذب في نفس الظمآن. إنك لا تنافس سيدك في المزمار وحده، بل وفي الصوت أيضا. ستكون خليفته الآن أيها الصبي السعيد. ومع ذلك فسأنشد لك بدوري هذه الأغنية التي قد تكون ضعيفة إلا أنني سأرفع بها دافنس إلى النجوم، سأرفع دافنس إلى النجوم؛ فقد أحبني دافنس أيضا.
موبسوس :
أي هدية يمكن أن تكون في نظري أعظم من هذه؟ فليس الغناء نفسه جديرا بأن يستغنى به، ولكن ستيميخون قد قرظ لي أغانيك هذه منذ أمد بعيد.
مينالكاس :
يعجب دافنس بجماله الوضاح من عتبة السماء الشاذة، ويرى السحب والنجوم تحت أقدامه؛ لذلك يحل فرح مثمر على الأحراش وسائر أنحاء القطر. وعلى بان والرعاة والعذارى الدرياديات. لا يحيك الذئب كمينا للقطيع، ولا تنصب الشباك أفخاخا للغزلان. فإن دافنس الحنون يحب السلام، وتبعث الجبال نفسها مع الأحراش المشجرة أصواتها في فرح نحو النجوم. إن الصخور نفسها، والغابات ذاتها تردد هذه الأغنية «إنه إله يا مينالكاس، إنه إله.» كن غفورا ورحيما بنفسك! انظر، هاك أربعة مذابح - اثنان لك يا دافنس، واثنان لفيبوس! - سأقدم لك كل عام كأسين تفيضان باللبن الطازج، وكذا طاسين مملوءين بزيت الزيتون الثمين. ولكي أجعل العيد يزخر بالفرح والمرح، سأهتم أولا أن أصب، في الشتاء أمام الموقد وصيفا في الظلال، شراب الخمر الخياني الطازج، من الكئوس. وسيغني لي دامويتاس وأيجون الليكتياني، وسيحاكي ألفيسيبويوس الساتير الراقصة. «ستكون لك هذه الطقوس إلى الأبد، عندما نقدم نذورنا السنوية للحوريات، وعندما نطهر حقولنا، فطالما أن الخنزير يحب قمم الجبال، والأسماك الأنهار، وطالما أن النحل يتغذى بالسعتر، وزير الحصاد بالندى، سيبقى شرفك واسمك وأمجادك. وكما يوفي الفلاحون نذورهم لبكهوس وكيريس كل عام، سيوفون لك أيضا النذور سنويا. وستقيدهم أنت أيضا بنذورهم هذه.»
موبسوس :
Página desconocida