83

فقلت في اهتمام: وأين هي؟

فقالت أمي: لا تجهد نفسك يا ابني.

وقالت منيرة: سأحضرها لك إذا شربت المرقة التي أعددتها لك.

وخرجت مسرعة فلم تسمع جوابي عندما قلت: لا أريد شيئا.

وقال عبد الحميد: لم أعرف أنك أستاذ في القصة.

فقلت في سرور: هل قرأتها؟

فقال: رائعة.

فأردت أن أتكلم ولكن السعال منعني وكان شديدا يكاد يمزق صدري.

ودخلت منيرة تحمل صينية صغيرة وضعتها على المنضدة، وقربتها من السرير قائلة: كن ولدا طيبا.

وجلست جنبي على السرير أخذت رأسي فوق ذراعها، وجعلت تسقيني ملعقة بعد أخرى، وكان عبد الحميد يتحدث عن القصة في حماسة، ثم قال: إنها تفيض حياة يا أستاذ سيد وأشخاصها يشعون حرارة. أهنئك. أهنئك بكل قلبي ولو جمعت ما كتبت من هذا النوع لكان كتابا بديعا.

Página desconocida