170

ولكن حمادة لم يزد على أن وسع ابتسامته ونظر نحوي ثابتا وفي نظرته ما يقرب من العطف والتوسل.

فقلت له: أحب أن أعرف كيف تجرؤ على مقابلتي مع علمك بأنك نصاب محتال مجرم؟ ليس لي إلا طلب واحد وهو ألا تضيع وقتي. لا داعي لكل هذا اللف والدوران لتغطي الموضوع.

فعبس لأول مرة وقال في تحد: أغطي الموضوع؟

فقلت في دفعة: ألم أنتزع منك ورقة الزواج؟ وأدفع لك ثمنها؟

فهز رأسه باسما وقال: طيب!

فقلت في غيظ: كيف إذن تعود لتطلب الثمن من الفتاة المسكينة منى؟ لو عرفت أن مكرك يبلغ إلى هذا الحد لكنت بقيت في دمنهور لأوقفك عند حدك.

فضحك ساخرا وقال: الحمد لله يا سي سيد! لا يوجد في الدنيا رجل آخر يمكنه أن يوقفني عند حدي.

فقلت: هذا الأبله الأحمق يدفع لك عشرة آلاف جنيه من مال الفتاة المسكينة؟ وسرقة ونصب واحتيال!

فصاح: حيلك! عشرة آلاف جنيه؟ أي لص وأي نصاب قال هذا؟

فقلت في حنق: هل تنكر؟ هل تجرؤ؟ هذه الملابس وهذه المظاهر والدرجة الأولى في السكة الحديدية وتاكسي وكل يوم كم جنيه، كل هذا وتقول إنك لم تسرقه؟

Página desconocida