162

وقالت منيرة ضاحكة: طبعا لأننا هنا، أشكرك يا سيد بيه بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن منى، وعن أمي أيضا، مرحبا يا ماما!

والتفتنا جميعا لنرى أمي وهي مقبلة علينا بوجهها الأبيض السمين، هي أيضا ذات عيون زرقاء وكأني لم أر لون عينيها إلا في تلك اللحظة، كانت أمي تبتسم بكل جوارحها عندما أخذت منى بين ذراعيها قائلة: ألف نهار أبيض يا حبيبتي، شرفت يا منى! ويوم سعيد بحضورك إلينا، زيارة عزيزة يا حبيبتي!

وجلست على المقعد الذي أشارت إليه منيرة بحركة تمثيلية واستمرت أمي تقول: والله يا بنتي، بودي أن أزوركم كل يوم ولكن المشاغل تمنعني.

تعالي هنا إلى جنبي، ربنا يحميك ويفرح قلب ماما وقلبنا بك، إن شاء الله تكون صحتها متحسنة.

وجلست منى إلى جنبها قائلة: الحمد لله يا خالتي، وكانت تود أن تأتي معي.

وهمت منيرة قائمة وهي تقول: ما دمتم تعارفتم هكذا فاسمحوا لي أن أجهز لكم الشاي بصفتي مديرة الكازينو، كازينو أبو طاقية يا ماما!

وتلفتت أمي حولها قائلة: جميل والنبي يا بنتي، ومنور بوجودكم، تعال هنا يا سيد يا بني، والنبي يا بنتي ما رضي ينتظر للصبح وسافر على هنا في القطار الصعيدي، لما وصل إليه الجواب.

وجلست إلى الناحية الأخرى من أمي وبدأ وجهي يتقد.

واستمرت أمي تقول: الحق يا بنتي لما سمعت الحكاية قلت لمنيرة: «ابعثي لسيد قولي له يحضر حالا» عشرة آلاف جنيه يأخذها حمادة الأصفر؟ وبعد ما أخذ سيد الورقة منه؟

وسكتت لحظة من تأثرها فتنفست مرتاحا.

Página desconocida