دخلت وزارة الثقافة الصراع بطبع سلسلة كتب المواجهة لنشر كتب مفكري النهضة، فدخل الأزهر المعركة أيضا؛ فبعد نقضه لفكر الجماعات في كتاب الملحق الشهري لمجلة «الأزهر» بنشر كتاب «نقض الفريضة الغائبة»، وبه فتوى ومناقشة لشيخ الأزهر «جاد الحق علي جاد الحق»، ورئيس لجنة الفتوى الشيخ «عطية صقر». وفي شهر يوليو نشرت وزارة الثقافة كتاب الشيخ «علي عبد الرازق» «الإسلام وأصول الحكم»، فنشرت مجلة «الأزهر» في ملحقها نقضا لكتاب «علي عبد الرازق»، ونشرت في سبتمبر رد هيئة كبار العلماء على الكتاب، ونشرت كتاب «العلمانية والإسلام» ل «محمد البهي» في الشهر التالي، وسلسلة «قضايا إسلامية» الصادرة عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وأصدرت «فقه الخلافة وتطورها»، ونشرت مجلة «الأزهر» في ملحقها كتاب «الحسبة»، ودور الفرد فيها في ظل التطبيقات القانونية المعاصرة. وكأن الدولة في صراع داخلها في كيفية مواجهة خطر الجماعات وفكرها.
داخل جامعة القاهرة، ومع بداية العام الدراسي، وزع مجانا طبعة ثانية من كتاب «نقد مطاعن نصر أبو زيد في القرآن والسنة والصحابة وأئمة المسلمين»، كتبه «إسماعيل سالم عبد العال» الأستاذ المساعد بكلية دار العلوم، نشرته دار «المختار الإسلامي»، يشير فيه إلى: «أثبت هنا ما قاله لي أستاذنا د. «أحمد هيكل» وزير الثقافة السابق، وكذلك د. «محمد بلتاجي» عميد كلية دار العلوم، حين علما برفع الدعوى للتفريق بين «أبو زيد» وزوجه، بأن أحرص على ألا يكون هناك أحد من أبناء دار العلوم حتى لا تبدو عداوة بين قسم اللغة العربية بكلية الآداب وكلية دار العلوم.»
أعادت مجلة «أدب ونقد» نشر مقال للأستاذ «أحمد أمين» «في الثناء على الاجتهاد»، وهو جزء من كتابه «يوم الإسلام»، فكتبت له مقدمة قصيرة عن مشروع الإصلاح الديني؛ ثوابته ومتغيراته، عرضت فيه لجوانب المصالحة ورفع التناقض، واللذين قام بهما تيار الإصلاح من «الأفغاني ومحمد عبده وأحمد أمين» بين العلم والدين، معتمدين على تراث العقلانية الإسلامي، وعلى الاجتهاد في إطار الكليات التي لخصها الشوكاني (1173ه/1795م-1255ه/1834م) في الحفاظ على النفس والعقل والعرض والمال والدين، واستخدام هذه الكليات كمعيار لتصحيح الاجتهاد؛ إيمانا بالسيرورة والتغير والدعوة إلى الاجتهاد المطلق، والفصل بين العلم والدين. لكني أضفت أنه «يجب على مشروع الإصلاح الديني تأسيس عقلانية متجاوزة للعقلانية التراثية من جهة، وتأسيس مقاصد للشريعة على أساس قراءة اجتهادية معاصرة للنصوص الدينية.»
8
بمحكمة الجيزة الابتدائية، دائرة الأحوال الشخصية رقم 11 بشارع الربيع الجيزي، يوم الخميس العاشر من يونيو، وبغرفة المشورة، الساعة التاسعة، قدم محامي المدعين مذكرة اعتمدت في حججها على ما كتبه د. «محمد البلتاجي» عن كتاب «الإمام الشافعي»، وما كتبه تلميذه «إسماعيل سالم عبد العال» وما أخذه عن تقرير أستاذه «عبد الصبور شاهين» عن القضية، فاتهم «أبو زيد» ب:
العداوة الشديدة للقرآن والسنة.
الجهالات المتراكبة بموضوع الشافعي الفقهي والأصولي.
دعوته «للتحرر ليس من سلطة النصوص وحدها، بل من كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان»، ولا معنى للتحرر من سلطة نصوص القرآن والسنة إلا بالكفر.
عداء «أبو زيد» ل «الشافعي» حين يقول: «الشافعي حين يؤسس لمبدأ تضمن النص حلول كل المشكلات تأسيسا عقلانيا، يبدو وكأنه يؤسس بالعقل إلغاء العقل.» وكأنه يعني أن إبقاء العقل لا بد معه من رفض النص.
يقول إن الإسلام دين عربي وليس دين للناس كافة.
Página desconocida