كتاب
الأمراض والكفارات والطب والرقيات
للشيخ الإمام الحافظ القدوة بقية السلف
أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد ضياء المقدسي
(٥٦٩ - ٦٤٣)
حققه وخرج أحاديثه
أبو إسحاق الحويني الأثري
دار ابن عفان
الطبعة الأولى
١٤١٥
Página desconocida
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أكتفي
قال الشيخ الإمام العالم الحافظ ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي قدس الله روحه ونور ضريحه أما بعد
الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده وصلى الله على خاتم أنبيائه محمد ﷺ تسليما كثيرا أما بعد فإن بعض إخواني سألني أن أجمع كتابا في الطب مما صح عن النبي ﷺ وما روي من ذلك في الكتب المشهوة فأجبته إلى مسألته ورأيت أن ابتدئ بأحاديث الكفارات وأن الأمراض لرفع الدرجات ومحو السيئات.
1 / 16
ذكر خيرة الله للعبد فيما ابتدأه
١ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَجْدِ زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ الثَّقَفِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِأَصْبَهَانَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْخَلَّالُ الأَدِيبُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ سِبْطُ بَحْرُوَيْهِ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ وَشَيْبَانُ قَالا حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ.
وَفِي حَدِيثِ شَيْبَانَ ⦗١٨⦘ وَلَيْسَ ذَلِكَ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ هُدْبَةَ بْنِ خَالِدٍ وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ.
1 / 17
٢ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْمَجْدِ ﵀ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قِيلَ لَهُ أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْمُذْهِبِ أَخْبَرَنَا أبو بكر القطيعي ثنا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْعِيزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ حَمِدَ اللَّهَ وَشَكَرَ وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ حَمِدَ اللَّهَ وَصَبَرَ فَالْمُؤْمِنُ يُؤْجَرُ فِي كل أمره حتى يؤجر فِي اللُّقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِهِ.
كَذَا رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا.
1 / 18
٣ - أَخْبَرَنَا الْمُؤَيِّدُ الطُّوسِيُّ ﵀ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْبَحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا رَاشِدُ بْنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَخْبَرَنَا أَبُو مُصْعَبٍ أَنَّ مَالِكًا أَخْبَرَهُمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحُبَابِ سعيد بن يسار يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَالِكٍ.
1 / 19
ما ذكر من تشديد البلاء على الأنبياء صلوات الله عليهم وعلى الصالحين
٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي الْمَعَالِي بْنِ الْمَعْطُوشِ ﵀ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ وَقُلْتُ لَهُ أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ
مَا رَأَيْتُ الْوَجَعَ عَلَى أَحَدٍ أَشَدَّ مِنْهُ عَلَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ.
⦗٢١⦘
صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ بِشْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ وَرَوَاهُ غَيْرُ بِشْرِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ كِلاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ.
1 / 20
٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمَجْدِ الْحَرْبِيُّ ﵀ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قِيلَ لَهُ أَخْبَرَكُمْ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قِرَاءَةً ⦗٢٢⦘ عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أشد بَلاءً قَالَ الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الصَّالِحُونَ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلَ مِنَ النَّاسِ يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلائِهِ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ فَلا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى الأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ.
وَرَوَاهُ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَحَمَّادٌ عَنْ عَاصِمٍ
⦗٢٣⦘
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ بنحو عَنْ قُتَيْبَةَ عَنْ حَمَّادٍ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
1 / 21
٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرِ بْنِ أَبِي الْفَتْحِ سِبْطُ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الملك بن مسندة رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ وَأَنَا حَاضِرٌ أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ مَوْعُوكٌ فَقُلْتُ مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلاءً ⦗٢٤⦘ قَالَ الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الصَّالِحُونَ لَقَدْ كَانَ أَحَدُهُمْ يُبْتَلَى بِالْقَمْلِ حَتَّى يَقْتُلَهُ وَلأَحَدُهُمْ كَانَ أشد فرحا بالبلاء من أحكم بِالْعَطَاءِ.
هَذَا عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
1 / 23
٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ ﵀ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ ﵀ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْمَوَازِينِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّاهِدُ بِدِمَشْقَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ حَاجِبِ بْنِ .. .. الْفَرْغَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَعْشَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ
وَضَعْتُ يَدِي عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَوَجَدْتُ الْحُمَّى عَلَيْهِ شَدِيدَةً مِنْ فَوْقِ الثَّوْبِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا عَلَيْكَ لَشَدِيدَةٌ فَقَالَ إِنَّا كَذَلِكَ مَعَاشِرَ الأَنْبِيَاءِ يُضَاعَفُ عَلَيْنَا الْبَلاءُ كَمَا يُضَاعَفُ الأَجْرُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً قَالَ الأَنْبِيَاءُ ⦗٢٦⦘ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ الصَّالِحُونَ وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى حَتَّى مَا يَجِدُ إِلَّا الْعَبَاءَةَ يَجُوبُهَا وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى بِالْقَمْلِ وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالْبَلاءِ يُصِيبُهُ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِالْغَائِبِ أَوْ بِالرَّخَاءِ.
رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ بِنَحْوِهِ مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ.
1 / 25
٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ الْفَاخِرِ الْقُرَشِيُّ ﵀ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ سَعْدُ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الصَّيْرَفِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا جَدِّي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَمِيلٍ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ يُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا ⦗٢٧⦘ قَالَ إِنِّي أُوعَكُ وَعْكَ رَجُلَيْنِ مِنْكُمْ قُلْتُ ذَاكَ بِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ بِمَعْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الأَعْمَشِ.
1 / 26
٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الثَّقَفِيُّ ﵀ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عبد الله بْنَ حُذَيْفَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمَّتِهِ فَاطِمَةَ قَالَتْ
عُدْتُ ⦗٢٨⦘ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي نِسْوَةٍ فَإِذَا سِقَاءٌ مُعَلَّقٌ وَمَاءٌ يَقْطُرُ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ مِنَ الْحُمَّى فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ دَعَوْتَ اللَّهِ فَأَذْهَبَ عَنْكَ هَذَا قَالَ أَشَدُّ النَّاسِ بَلاءً الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ.
رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ.
1 / 27
ذكر بلاء أيوب ﵇
١٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلانِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سَمُّوَيْهِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ أَخْبَرَنَا عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ أيوب ﵇ لبث به بَلاؤُهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَنَةً وَشَهْرًا فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ إِلَّا رَجُلَيْنِ مِنْ إِخْوَانِهِ كَانَا ⦗٣٠⦘ مِنْ أَخَصِّ إِخْوَانِهِ فَكَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ وَيَرُوحَانِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ ذَاتَ يَوْمٍ تَعْلَمُ وَاللَّهِ أَنَّ أَيُّوبَ قَدْ أَذْنَبَ ذَنْبًا مَا أَذْنَبَهُ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ مَا ذَاكَ قَالَ مُنْذُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ عَامًا لَمْ يَرْحَمْهُ اللَّهُ فَيَكْشِفُ مَا بِهِ
فَلَمَّا رَاحَا إِلَى أَيُّوبَ لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ أَيُّوبُ ﵇ مَا أَدْرِي مَا تَقُولانِ غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ بِالرَّجُلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ فَيَذْكُرَانِ اللَّهَ فَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي فَأُكَفِّرُ ⦗٣١⦘ عَنْهُمَا كَرَاهِيَةَ أَنْ يُذْكَرَ اللَّهُ إِلَّا فِي خَيْرٍ
وَكَانَ يَخْرُجُ لِحَاجَتِهِ فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ أَمْسَكَتِ امْرَأَتُهُ بِيَدِهِ حَتَّى يَبْلُغَ فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَبْطَأَتْ عَلَيْهِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى أَيُّوبَ فِي مَكَانِهِ: ﴿ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مغتسل بارد وشراب﴾. فَاسْتَبْطَأَتْهُ فَتَلَقَتْهُ تَنْظُرُ وَأَقْبَلَ عَلَيْهَا قَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ تَعَالَى مَا بِهِ مِنَ الْبَلاءِ وَهُوَ أَحْسَنُ مَا كَانَ فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ أَيْ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ هَلْ رَأَيْتَ نَبِيَّ اللَّهِ ﵇ هَذَا الْمُبْتَلَى فَوَاللَّهِ ⦗٣٢⦘ عَلَى ذَلِكَ مَا رَأَيْتُ أَشْبَهَ بِهِ مِنْكَ إِذْ كَانَ صَحِيحًا قَالَ فَإِنِّي أَنَا هُوَ
وَكَانَ لَهُ أَنْدَرَانِ أَنْدَرٌ لِلْقَمْحِ وَأَنْدَرٌ لِلشَّعِيرِ فَبَعَثَ اللَّهُ سَحَابَتَيْنِ فَلَمَّا كَانَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى أَنْدَرِ الْقَمْحِ أَفْرَغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَ وَأَفْرَغَتِ الأُخْرَى فِي أَنْدَرِ الشَّعِيرِ الْوَرِقَ حَتَّى فَاضَ.
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مَلِيحٌ وَرِجَالُ إِسْنَادِهِ ثِقَاتٌ
وَرَوَاهُ الإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَكَمِ وَقَالَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَنَةً فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِغَيْرِ شَكٍّ.
1 / 29
ذكر محبة الله تعالى لمن يبتلى من عباده المسلمين الصالحين
١١ - أخبروا عن النبي ﷺ قال إذا أحب الله تعالى قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن حرج فله الحرج.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن سليمان بن داود عن إسماعيل بن جعفر.
1 / 33
ذكر أن ما يصيب المؤمن من الأذى ونحوه يكفر الله تعالى به من خطاياه
١٢ - عن عائشة قالت قال نبي الله ﷺ ما من مرض أو وجع يصيب المؤمن إلا كان كفارة لذنبه حتى الشوكة.
1 / 34
١٣ - وروي عن النبي اللَّهِ ﷺ ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما فوقه إلا حط الله خطاياه كما تحط الشجرة ورقها.
أخرجاه في الصحيحين من حديث الأعمش.
ذكر أن الله يرفع درجة المؤمن بما يصيبه من البلاء ١٤ - روي عن النبي ﷺ أنه قال ⦗٣٦⦘ ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة. صحيح أخرجه مسلم من حديث سليمان بن مهران معناه.
ذكر أن الله يرفع درجة المؤمن بما يصيبه من البلاء ١٤ - روي عن النبي ﷺ أنه قال ⦗٣٦⦘ ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة. صحيح أخرجه مسلم من حديث سليمان بن مهران معناه.
1 / 35
ذكر أن الحمى والمرض يكونان طهورا
١٥ - روي عن النبي ﷺ إن الحمى استأذنت فقال من أنت قالت أنا أم ملدم قال أتنهدين إلى أهل قباء قالت نعم ⦗٣٨⦘ قال فأتتهم فحموا ولقوا منها شدة فاشتكوا إليه وقالوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ما لقينا من الحمى قال إن شئتم دعوت الله ﷿ فكشفها عنكم وإن شئتم كانت لكم طهورا قالوا بلى تكون لنا طهورا.
1 / 37
١٦ - وعن النبي ﷺ ⦗٣٩⦘ ما من مسلم يصرع صرعة من مرض إلا بعث منها طاهرا.
لا أعلم فيهم جرحا.
1 / 38
ذكر مثل المؤمن ومثل المنافق
١٧ - عن النبي ﷺ أنه قال مثل المؤمن مثل خامة الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ومثل المنافق كمثل شجر الأرز لا تهتز حتى تستحصد.
1 / 40
١٨ - ومن صحيح مسلم أنه قال إنما مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك أوالحمى كمثل حديدة تدخل النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها.
لا أعلم له علة.
1 / 41
ذكر من صبر على البلاء لينال درجة البقاء
١٩ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِأَصْبَهَانَ قُلْتُ لَهُ أَخْبَرَتْكُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْزِذَانِيَّةُ فَأَقَرَّ بِهِ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ⦗٤٤⦘ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عِمْرَانَ أَبِي بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
أَلا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتِ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي فَقَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ ⦗٤٥⦘ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ أَصْبِرُ فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لا أنكشف فَدَعَا لَهَا.
1 / 43