Enfermedades del corazón y su curación

Ibn Taimiyya d. 728 AH
5

Enfermedades del corazón y su curación

أمراض القلب وشفاؤها

Editorial

المطبعة السلفية

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٣٩٩هـ

Ubicación del editor

القاهرة

Géneros

Sufismo
يعدل على نَفسه بل ظلمها فصلاح الْقلب فِي الْعدْل وفساده فِي الظُّلم وَإِذا ظلم العَبْد نَفسه فَهُوَ الظَّالِم وَهُوَ الْمَظْلُوم كَذَلِك إِذا عدل فَهُوَ الْعَادِل والمعدول عَلَيْهِ فَمِنْهُ الْعَمَل وَعَلِيهِ تعود ثَمَرَة الْعَمَل من خير وَشر قَالَ تَعَالَى الْبَقَرَة لَهَا مَا كسبت وَعَلَيْهَا مَا اكْتسبت وَالْعَمَل لَهُ أثر فِي الْقلب من نفع وضر وَصَلَاح قبل أَثَره فِي الْخَارِج فصلاحها عدل لَهَا وفسادها ظلم لَهَا قَالَ تَعَالَى فصلت من عمل صَالحا فلنفسه وَمن أَسَاءَ فعلَيْهَا وَقَالَ تَعَالَى الْإِسْرَاء إِن أَحْسَنْتُم أَحْسَنْتُم لأنفسكم وَإِن أسأتم فلهَا قَالَ بعض السّلف إِن للحسنة لنورا فِي الْقلب وَقُوَّة فِي الْبدن وضياء فِي الْوَجْه وسعة فِي الرزق ومحبة فِي قُلُوب الْخلق وَإِن للسيئة لظلمة فِي الْقلب وسوادا فِي الْوَجْه ووهنا فِي الْبدن ونقصا فِي الرزق وبغضا فِي قُلُوب الْخلق وَقَالَ تَعَالَى الطّور كل امْرِئ بِمَا كسب رهين وَقَالَ تَعَالَى المدثر كل نفس بِمَا كسبت رهينة وَقَالَ الْأَنْعَام وَذكر بِهِ أَن تبسل نفس بِمَا كسبت لَيْسَ لَهَا من دون الله ولي وَلَا شَفِيع وَإِن تعدل كل عدل لَا يُؤْخَذ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذين أبسلوا بِمَا كسبوا وتبسل أَي ترتهن وتحبس وتؤسر كَمَا أَن الْجَسَد إِذا صَحَّ من مَرضه قيل قد اعتدل مزاجه وَالْمَرَض إِنَّمَا هُوَ انحراف المزاج مَعَ أَن الِاعْتِدَال الْمَحْض السَّالِم من الأخلاط لَا سَبِيل إِلَيْهِ وَلَكِن الأمثل فالأمثل فَهَكَذَا صِحَة الْقلب وصلاحه فِي الْعدْل ومرضه من الزيغ وَالظُّلم والانحراف وَالْعدْل الْمَحْض فِي كل شَيْء مُتَعَذر علما وَعَملا وَلَكِن الأمثل فالأمثل وَلِهَذَا يُقَال هَذَا أمثل وَيُقَال للطريقة السلفية الطَّرِيقَة المثلى وَقَالَ تَعَالَى النِّسَاء وَلنْ تستعطيعوا أَن تعدلوا بَين النِّسَاء وَلَو حرصتم وَقَالَ تَعَالَى الْأَنْعَام وأوفوا الْكَيْل وَالْمِيزَان بِالْقِسْطِ لَا نكلف نفسا إِلَّا وسعهَا وَالله تَعَالَى بعث الرُّسُل وَأنزل الْكتب ليقوم النَّاس بِالْقِسْطِ وَأعظم الْقسْط عبَادَة الله وَحده لَا شريك لَهُ ثمَّ الْعدْل على النَّاس فِي حُقُوقهم ثمَّ الْعدْل على النَّفس وَالظُّلم ثَلَاثَة أَنْوَاع وَالظُّلم كُله من أمراض الْقُلُوب وَالْعدْل صِحَّتهَا وصلاحها قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لبَعض النَّاس لَو صححت لم تخف أحدا أَي خوفك

1 / 7