وكيف وقعت الكارثة يا ابن سعيد؟
الوزير :
كانت لأبي الحسن التاجر في لجج البحار ثلاث بوارج، وهي: الزهرة، والثريا، والجوزاء. خرجت الزهرة إلى الإسكندرية تحمل إليها مقدارا عظيما من الزيت الإشبيلي، فأخذها عاصف فغرقت في الطريق. وأقلعت الثريا بعد ذلك بأيام مشحونة بالمتاجر المتنوعة إلى ثغور الأندلس، فصادفها أسطول للفرنجة كان يتجول على الشواطئ فأخذها مغنما باردا. وكانت الجوزاء قد سبقت أختيها إلى عرض البحر تقصد سواحل المغرب محملة بالشيء الكثير من مصنوعات الأندلس ومتاجره، فشبت فيها النار فأعيا إطفاؤها فسقطت شعلة في الماء.
الملك :
ويح لأبي الحسن، ويح!
الوزير :
إن أبا الحسن أيها الملك شيخ كبير قد فرغ من الدنيا وفرغت الدنيا منه، فمصيبته أقصر عمرا وأهون وقعا من مصيبة ابنه الواحد وولده النابه الشاب حسون.
الملك :
قد ذكر لي اسمه وسمعت الثناء عليه من كثير من الناس.
الوزير :
Página desconocida