Amira Dhat Himma
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
Géneros
فكان البطال يضاحكهم ويمازحهم بلغاتهم، سواء أكانت يونانية قديمة، أو قبرصية أناضولية، أو فرنسية دارجة، أو رومانية لاتينية، أو جرمانية، فيغرقون في الضحك والمباسطة، بل كانوا يتبارون في المساعدة لفك أسرار وطلاسم الخطط الحربية المجهزة ضد العرب، وكذلك الإسراع بتقديم ما يلزم من معلومات تيسر الإسراع بفك مختلف الأسلحة المعقدة وتركيباتها.
وكان البطال من جانبه يحسن معاملتهم، ولا يرد لهم طلبا، فيما عدا إطلاق السراح - بالطبع - والعودة إلى أوطانهم، لدرجة أن بعضهم فضل - من جانبه مستسلما - العمل بورش الأسلحة العربية، مقدما خبراته عن رضا، حتى إن ذات الهمة غالبها الضحك ذات مرة من أساليب البطال الناعمة في ترويضهم واستئناسهم إلى هذا الحد، فهمست في أذنه: ما الخبر يا أبا محمد ... هل أنت جندتهم؟
فأجابها البطال: ما تفرق معهم ... هنا ... هناك، المهم العمل للحصول على الرزق حتى في الحرب.
وقفز من فوره مخرجا زجاجة من عب أحدهم، وكان مخترعا وله لحية حمراء جليلة: المهم هذا.
فضحك الرومي الأحمر الشعر واللحية مختطفا الزجاجة في حذر من يد البطال قائلا: هذا ماء.
وأضاف أبو محمد البطال: ماء ... أو مسكر ... المهم أن تعمل هنا.
ثم دفع به إلى مواصلة عمله: المهم ما تصل إليه أيدينا منهم ... أحسن من بلاويهم وكوارثهم.
وضاحكه الأمير عبد الوهاب: المهم أنك جندته يا أبا محمد. - تسعة آلاف من هذه العينة السيئة.
ثم اندفع مشيرا إلى معسكراتهم: المهم أنهم فرحون هنا، وجميعهم يحبون الشرب أكثر من أي شيء آخر.
وضحكت ذات الهمة مستبشرة بما اقتنصه البطال من وافر الأسرى والأسلحة والأسرار، من دون كلل، خلال رحلتها هي وعبد الوهاب إلى الحجاز وبغداد.
Página desconocida