Amira Dhat Himma
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
Géneros
وتحققت نبوءة ذات الهمة وهواجسها ، فالأمر على هذا الوضع ينذر بالكارثة التي ستحل فوق رءوس الجميع، وذلك حين حملت إليها الأنباء المتدفقة التي تجمعت من أفواه بصاصيها ومكاتباتهم، وأخصهم عيارها القزم صاحب «الملاعيب» «أبو الحصين»، الذي ظل على مقربة منها وعيناه على مدى البحر الشاهق، لا تغيب عن تحركات عاصمة الأروام القسطنطينية وما يجري بها، وآخرها جمع ملك الروم «لاوون» أمراءه وبطارقته استعدادا لشن الهجوم المفاجئ الساحق على الثغور والموانئ البحرية التي استردها العرب المسلمون، تمهيدا للوصول إلى قلب الخلافة ذاتها.
كل هذا وذات الهمة طريحة تتحسس بيديها الاثنتين بطنها الذي يعلو منتفخا يوما بعد يوم.
كيف التصرف إذن وهي التي حرم عليها مجرد امتطاء صهوة جوادها، وأصبحت تقطع الفراسخ المتباعدة مشيا كلما عن لها المرور اليومي على معسكرات ومضارب ومراسي سفن المسلمين، تحسبا لحالة الحرب القائمة على قدم وساق منذرة بالموت والدمار المعجل الذي يحوم على رءوس الجميع.
ووصل الانزعاج بذات الهمة إلى درجة أن الأعداء لا بد وقد أصبحوا يعرفون ما بها؛ ذلك الذي لم يعد خفيا على أحد، فما بال الأعداء المتربصين؟
كيف أنها حامل في شهورها الأخيرة تعاني آلام وغثيان الحمل والطلق والولادة، وهي الفارسة المحاربة التي أصبحت الآن حبيسة جلسات النساء، من مولدات وقابلات وجوار يقدمن لها النصح والإرشاد؟
تتحرك خطوات داخل أبهاء قصرها متسندة من الإعياء، فكيف لها الآن بقيادة المعارك في مواجهة جيوش أوروبا المتحالفة تحت شارة الصليب، بجنودها وتحفزها وعتادها، ولو من مدخل الانتقام والتحدي، بسبب التجبر الذي أبدته ذات الهمة منذ توليها قيادة تحالف العرب المسلمين؟
ولم تجد ذات الهمة منفذا لوضعها على هذا النحو، بعد أن فشلت ولم تفلح جميع الجهود التي بذلت لإنزال وليدها ... من بطنها قبل حلول أوانه.
وكأن الوليد بدوره يبذل أقصى طاقات صموده ليخرج إلى الحياة، أو وكأنه يتحدى كل محاولات إزهاقه كروح جديدة حق عليها الحياة.
أرسلت الرسل البحرية إلى الخليفة الهادي في مقره الجديد تعلمه بالوضع الجديد، وتخليها عن قيادة أمانة جيوش المسلمين؛ نظرا إلى مرضها، كما أرسلت إلى أمير أمراء الحملة عبد الله ووالدها مظلوم، ولكن لا من مجيب. - ماذا يحدث؟!
بل إن كل من راسلتهم بادر بإرسال طبيبه وحكيمه، ودعاء الاستفسار عن صحتها الشخصية دون إدراك للخطر المحدق. •••
Página desconocida