Amira Dhat Himma
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
Géneros
وحين تقدم الرسول إليهما مسلما متعرفا على ابني الإمام المظلوم، هذا أبو العباس السفاح، وهذا جعفر المنصور، سلم عليه الاثنان بالمبايعة في ذات الآن.
فرحل الرسول من فوره إلى دمشق، إلى أن وصلها بعد 30 يوما مع موعد خروج موكب الخليفة الأموي مروان، معترضا الموكب باكيا ساجدا: أغثني يا مولاي ... أغثني.
إلى أن ترجل موكب الخليفة سائلا عن حاله، فأخبره بأنه قبل رحيله إلى الأراضي الحجازية جمع ماله وما يملك وأودعه أمانة عند رجل مسن، وحين أودعه ماله وما يملك يقبع الآن بسجن أمير المؤمنين، وواصل بكاءه ونحيبه مقعيا تحت سنابك خيل الخليفة، إلى أن أمر الخليفة بزيارة السجين في حضرة الحراس.
وكتم قحطبة فرحه في قلبه مواصلا نحيبه وسوء حاله، إلى أن قاده الحراس إلى سجن الإمام في أغوار سرداب ينتهي بمطمور، إلى أن وصل إليه فوجده لاهثا مريضا خفيض الصوت، فبادره: السلام عليك يا إبراهيم.
وحين عاجله الإمام: من أنت؟
أردف: أنا من أنت أعرف الناس به، جئت من أجل الوديعة التي آن أوان استردادها.
فأغمض الإمام الشيخ متنهدا ... مدركا.
بينما عاجله قحطبة متصنعا الحزم: أخبرني هي عند من حتى أطلبها؟
فقال الإمام: يا هذا ... وديعتك عند ابن الحارثة؛ فامض إليه.
فتصنع قحطبة بمكره ودهائه أنه لم يسمع جيدا ما قاله الإمام المريض بادي الضعف والوهن والإعياء، وهو يزفر معانيا في قيوده وأصفاده الثقيلة التي كانت تحدث أصواتا وأزيزا يضاعف من وحشة المكان نصف المظلم، الذي حبس داخله الإمام الشهيد إبراهيم بن العباس.
Página desconocida