El príncipe Omar Tussun: su vida, sus obras, sus trabajos

Qalini Fahmi d. 1373 AH
67

El príncipe Omar Tussun: su vida, sus obras, sus trabajos

الأمير عمر طوسون: حياته – آثاره – أعماله

Géneros

وإذا خرجت المرأة للعمل وكانت بنتا، نشأ من هذا ضرر خطير للجماعة، وهو ترك نظام الزواج؛ لأن المرأة إذا كسبت معيشتها، وشعرت بأنها حرة جرت إلى اللهو والتسلية في أماكن غير مناسبة لها، وشعرت من نفسها بعدم ميلها للزواج الذي يحجزها. وليس في إمكان أمة أن تعيش عيشة راضية بدون نظام الزواج الذي هو أقوى عماد للدولة في تركيب الحياة الاجتماعية الحاضرة. فإذا ترك هذا النظام فسدت الأخلاق والآداب، واضطربت الحياة الاجتماعية أكبر الاضطراب كما هو كان حاصلا في أوروبا؛ حيث أبطلت بعض عقود الزواج وأصبحت ملاة كما يقولون. وإذا أضفنا إلى ذلك أن منافسة المرأة للرجل في العمل تضيق عليه سبل الارتزاق وتجعله عاطلا، فهمنا أن خروج المرأة من بيتها للعمل يكون فيه أكبر ضرر لعواقبه الضارة الوخيمة؛ لأنه يوجه الإنسانية إلى سبل ملتوية تكون العقبات فيها جمة.

ولا ريب عندنا أن هذه الآراء سديدة صائبة، وأن أصحابها صائبون فيها كل الإصابة، وذلك للنتائج الآتية: (1)

لما كان عدد الإناث اللاتي يدخلن ميدان العمل لا يتجاوز في الوقت الحاضر عدد المحال التي يمكنهن أن يدخلنها، فلا يوجد بينهن عاطلات، إلا أنه مع مرور الزمن وتوالي الأيام يزداد عددهن، فتظهر في صفوفهن هذه الفئة العاطلة. وعوضا عن أن يوجد كما هو الحال اليوم عنصر واحد من العاطلين يصبح لدينا عنصران، وينشأ عن ذلك ارتباك أدهى وأمر من الارتباك الذي نراه في صفوف الرجال. (2)

إن حلول الجنس النسوي في تلك الوظائف يمهد لهن سبل المعيشة، فيدعوهن هذا إلى عدم البحث عن الزواج، وهو إحدى الضروريات من الوجهتين الاجتماعية والاقتصادية؛ لأنه الوسيلة في التناسل وازدياد عدد الأهالي الذي هو أكبر أسباب العمران. (3)

وعلى فرض أن أولئك الفتيات اللواتي يباشرن الوظائف يقبلن على الزواج، فيخشى من أن الرجال الذين يتزوجون منهن يبغون من وراء ذلك القعود عن العمل والمعيشة من كسب زوجاتهم، وهذا أمر، فضلا عن أنه لا يشرف، ولا يتفق مع نواميس الطبيعة المسيطرة على وظائف الهيئة الاجتماعية وواجباتها. (4)

وفي مثل هذا الزواج كما في غيره ستتوافر الأعمال المنزلية؛ من شئون المنزل، وتربية الأولاد إذا كان هناك أولاد، وغير ذلك. فمن ذا الذي سيشرف على تلك الأعمال؟ وهل يترك للزوج أو الخدم ذلك الواجب الذي هو من شئون ربة البيت ومن خصائص أم هؤلاء الأولاد؟ وكيف نوفق بين هذه الحالة والواجب الطبيعي المفروض على الجنس النسوي؟ (5)

ولقد نسائل النفس: هل يساعد على ترقية مستوى الآداب أن يترك أهل هؤلاء الفتيات لهن الحبل على الغارب بدون حسيب ولا رقيب في غضون معظم اليوم بحجة العمل، فيترددن وهن طليقات على أوساط لا تلتئم مع جنسهن. (6)

قد ينشأ من شغلهن الوظائف فتور وتقصير في أداء العمل كما يجب بسبب ضعفهن وسرعة تأثرهن وعطف الرجال عليهن. (7)

كثرة الطلاق بين النساء العاملات المتزوجات، واضطراب الحياة الاجتماعية لذلك.

ويرى إذن مما سبق إيضاحه أن هذا اتجاه ضار وخطر من كل الوجوه على الهيئة الاجتماعية، تجب علينا مكافحته بكل ما أوتينا من قوة لكي نقصيه عنا.

Página desconocida