Amin Khuli y las dimensiones filosóficas de la renovación
أمين الخولي والأبعاد الفلسفية للتجديد
Géneros
ثمة حوار مستمر مع النص يجعله مفتوحا دائما لفهم جديد وتأويل جديد، وبالتالي تغدو النصوص معاصرة دوما، لكل من يقرؤها مجددا فهي لا تقول الحقيقة، بل تفتح علاقة أو علاقات مع الحقيقة.
3
كل عصر يدخل في العلاقة الموائمة لحيثياته، فيتحدث النص بلغة الحاضر دائما، حاضر كل قارئ له، ولا يفقد النص علاقته بالواقع الحي أبدا.
لقد نضجت الهيرومنيوطيقا وترعرعت بفضل آباء اللاهوت الليبرالي في القرن التاسع عشر، نذكر منهم الرائد البروتستانتي العظيم فردريش شلايرماخر
F. Schleirmacher (1768-1834) الذي أكد - كما عبر عن ذلك تلميذه المعاصر باول تيليش
(1886-1965)، أكد شلايرماخر أن الدين ليس سرا ملغزا، وليس ثمة لغة قدسية وضعت بين دفتي كتاب، ولا شأن للعقل بها، بل إن «اللغة الدينية لغة عادية تتغير تبعا للقوى التي تعبر عنها»
4 ... حتى ظهر عام 1960 كتاب «هانز جيورج جادامر» الخطير، وهو «الحقيقة والمنهج» لتستوي الهيرومنيوطيقا علما له مدارسه واتجاها واسعا مارس سيطرة طاغية على الأجواء الثقافية ومدارس النقد الأدبي في العقدين الأخيرين
5 ... إنه علم يقوم على إلغاء التباعد بين القارئ والنص مهما تقادم به الزمن، بل ينبعث النص حيا في أفق كل متلق له، فيبقى معينا لا ينضب أبدا وإمكانية متجددة دوما.
إن الهيرومنيوطيقا التي نشأت أصلا في أعطاف اللاهوت، وترعرعت في أفياء البروتستانتية تكاد تكون تمثيلا منهجيا للاستنارة الدينية ، ولقدرة الدين، الذي يرتكز دائما على النص، قدرته على الانبثاق مجددا مع كل طلعة شمس، وقدرته على البقاء والاستمرار وأداء المهام الروحية المنوطة به، مهما تعمقت متغيرات حضارية أخرى، على رأسها العلم. مما يعضد موقف الاستنارة الدينية، ويطرحها كهدف متاح ذي طريق ممنهج أو مرسوم. وإذا نظرنا نظرة عميقة تعود إلى الأصول، وأخذنا في الاعتبار أن النص الديني في حضارتنا العربية يمثل الأساس المكين للمنطلقات القيمية والتوجهات الحضارية، أمكنا عن طريق القراءة المتجددة للنص أن نعمل على تجذير وتوطين ظاهرة العلم الحديث في أصوليات حضارتنا. وسنعالج هذه القضية فيما بعد، في الفصل الأخير. •••
ونعود الآن إلى السؤال الملح، فمع التسليم بالاختلاف بين التفكير العلمي والتفكير الديني، وبالاحتياج لكليهما، أولا: ما هي علاقة الاستنارة الدينية بالتفكير العلمي؟ وثانيا: كيف يمكنها الاستفادة من أبعاده؟
Página desconocida