فبينا أنا راقدة ذات ليلة تقول نائمة أتاني آت في المنام فحملني، فقذفني في نهر فيه ماء أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأذكى ريحا من الزعفران، وألين من الزبد، فقال: أكثري من شرب هذا الماء ليكثر لبنك وخيرك، قالت: فشربت ثم قال: ازدادي؛ فازددت، ثم قال: أروي؛ فرويت، قال: أتعرفيني؟ قلت: لا؛ قال: أنا الحمد الذي كنت تحمدين ربك في سرائك وضرائك على كل أمورك وحالاتك فانطلقي إلى بطحاء مكة؛ فإن لك فيها رزقا واسعا فستأتين بالفوز الساطع، والهلال البدري؛ فاكتمي شأنك ما استطعت، ثم ضرب بيده على صدري وقال: اذهبي أدر الله لك الرزق وأجرى لك اللبن.
Página 61