الباب الثالث في رضاعه -صلى الله عليه وآله وسلم- وعدله،
وتربيته وما يتصل بذلك وبالإسناد المتقدم
في الخبر الطويل في ذكر ولادته -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى مجاهد، عن ابن عباس، قال مجاهد: قلت لابن عباس: فتنازعت الطير والسحاب في رضاعه، قال: نعم، وجميع خلق الله إلا الإنس، وذلك لما رد على آمنة من بقاع النبيين وأطباق السموات نادى منادي الرحمن: معاشر الخلائق هذا محمد بن عبد الله، طوبى لثدي أرضعته، وطوبى لأيدي كفلته، وطوبى لبيوت سكنها.
فقالت الطير: نحن أحق برضاعه، وقالت الريح: نحن أحق برضاعه، وقالت الجن: لا ألا نحن أحق برضاعه؛ فصاحت السحابة: لا ألا نحن المسخرات بين السماء والأرض نحن نحمله إلى براري الدنيا وزواياها، ونعرف موضع كل شجرة طيبة الثمر نطعمه منها، وموضع كل عين باردة نسقيه منها ونغذوه قبل ذلك بماء المزن من تحت العرش حولين كاملين.
Página 59