قالت آمنة: فبينا أنا أعجب إذا أنا بثلاثة نفر ظننت أن الشمس تطلع من خلال وجوههم وفي يد أحدهم إبريق فضة، من خلال ذلك الإبريق ريح كريح المسك، وفي يد الثاني طشت من زمردة خضراء، أربعة نواحي على كل ناحية من نواحيها لؤلؤة بيضاء، فإذا قائل يقول: هذه الدنيا شرقها، وغربها، وبرها، وبحرها، إقبض يا حبيب الله على أي ناحية شئت منها، قالت: فدرت لأنظر أين يقبض من الطشت، فإذا هو قد قبض على وسطها، فسمعت قائلا يقول: قبض على الكعبة ورب الكعبة، أما إن الله قد جعلها قبلة ومسكنا مباركا.
ورأيت في يد الثالث حريرة بيضاء مطوية طيا شديدا، فنشرها فأخرج منها خاتما تحار أبصار الناظرين دونه، ثم حمل ابني فناوله صاحب الطشت وأنا أنظر إليه فغسله بذلك الماء من الإبريق سبع مرات، ثم ختم بين كتفيه بالخاتم ختما واحدا، ولفه بالحرير واستدار عليه بخيط من المسك الأذفر، ثم حمله فأدخله بين أجنحته ساعة.
Página 37