129

عن خالد بن سمرة، أو رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، قال: كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يرعى غنما فاستعلى الغنم، فكان في الإبل هو وشريك له فأكريا أخت خديجة، فلما قضوا السفر بقي لهم عليها شيء فجعل الشريك يأتيهم فيتقاضاهم ويقول لمحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- : انطلق، فيقول: ((اذهب أنت فأنا أستحي)) فقالت: فأتيتهم مرة، فقالت: فأين محمد لا يجئ معك؟ قال: قد قلت له يزعم أنه يستحي، فقالت: ما رأيت رجلا أشد حياء ولا أعف ولا وقع في نفس أختها خديجة فبعثت إليه، فقالت: ائت أبي فاخطبني إليه، فقال: ((أبوك رجل كثير المال وهو لا يفعل))، قالت : انطلق فالقه، فكلمه ثم إني أكفيك وأنت عند سكره، ففعل وأتاه فزوجه، فلما أصبح جلس في المجلس فقيل له: قد أحسنت زوجت محمدا، قال: أو فعلت؟ قالوا: نعم، فقام فدخل عليها، فقال: إن الناس يقولون: إني قد زوجت محمدا وما فعلت، قالت: بلى، فلا تسفهن رأيك فإن محمدا كذا، فلم تزل به حتى رضي ثم بعثت إلى محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- بوقيتين فضة وذهب، وقالت: اشتر حلة فأهدها لي وكساء، وكذا، وكذا، ففعل.

Página 135