Amali
أمالي أبي طالب ع
Géneros
moderno
يا بني أزحت عنك العلة وألزمتك الحجة، وكشفت عنك الشبهة، وظهرت لك الآثار، ووضحت لك البينات، وما أنت بمخلد في الدنيا، فعيشها غرور، وما يتم فيها لذي لب سرور يوشك ما ترى أن ينقضي وتمر أيامه، ويبقى وزره وآثامه، إن الدار التي أصبحنا فيها بالبلاء محفوفة، وبالفناء موصوفة، كل ما ترى فيها وبين أهلها دول سجال، وعوار مقبوضة، بينا أهلها فيها في رخاء وسرور، إذا هم في بلاء وغرور، تتغير فيها الحالات، وتتابع فيها الرزيات، ويساق أهلها للمنيات، فهم فيها أغراض ترميهم سهامها، ويغشاهم حمامها، قد أكلت القرون الماضية أجسادهم(1)، وأسرعت في الأمم الباقية أكلهم، ذعاف ناقع، وحمام واقع، ليس عنه مذهب، ولا منه مهرب، إن أهل الدنيا سفر نازلون، وأهل ظعن شاخصون، فكأن قد انتقلت بهم الحال ونودوا بالإرتحال، فأصبحت منهم قفارا ومن جمعهم بوارا، والسلام عليكم (2).
Página 95