لاحظ سلامة أن عبد الحميد منذ دخلا بيت أبي سريع لم يخرج يده اليمنى من جيب كاكولته، ولكنه لم يعلق على الأمر، فإنها ملاحظة عابرة لا تستحق السؤال .
لم يتعجل أبو سريع وذهب في استرخاء إلى حجرة الجلوس، وما إن رآهما حتى صاح: أنتما؟! ماذا جاء بكما؟!
وقال عبد الحميد: بلدياتك، ونريد أن نهنئك على البيت الجديد.
وصافحهما أبو سريع، فإذا بعبد الحميد يصافحه بيده اليسرى، فقال أبو سريع: أين يدك اليمنى؟ عسى الله تكون قطعت.
وقال عبد الحميد في استخفاف: لا، إنه مجرد جرح.
وازدادت دهشة سلامة، فهو يعلم أن يد عبد الحميد سليمة، ولكنه لم ينطق بحرف، وقال أبو سريع في جرأة: من أعمالك السوداء، كيف تجرؤ على زيارتي بعد أن كذبت على الناس، وادعيت أنني أخذت منك مبالغ من المال؟ - ألم تأخذ؟ - ومن أين لمثلك بالمال حتى آخذه؟ - وماذا تقول لربك؟ - بل ماذا تقول أنت لربك وأنت تسيء إلى سمعة الشرفاء من أمثالي؟
وقال سلامة: على مهلك يا عم الحاج. - أنت لا تتكلم مطلقا. - أمرك.
قال عبد الحميد: يعني أنا ليس لي عندك ألف وستمائة جنيه؟ - أما إنك لوقح، هل جننت يا ولد؟ - فعلا جننت هيا بنا يا سلامة.
وقاما واقفين وقال عبد الحميد: سامحك الله يا حاج أعطني يدك حتى أسلم عليك وأعتذر لك أنني كذبت عليك. - إن كان على يدي هاك يدي.
ومد عبد الحميد يده اليسرى.
Página desconocida