Colores y Respuestas Humanas
الألوان والاستجابات البشرية
Géneros
لطالما كان معروفا منذ قرون أن عقاقير الهلوسة توجد في الحشيش والأفيون وصبار البيوت وصبار المسكال. كان الهنود الحمر يتعاطون البيوت المستخلص من الصبار كجزء من الطقوس الدينية. وكانت مجموعة ثقافة عقار إل إس دي التي انتشرت في أمريكا خلال الستينيات تستخدم كثيرا أيضا هذا العقار لأغراض دينية؛ لتحقيق التناغم بين كل ما هو مطلق. كيف يمكن وصف آثار عقار إل إس دي؟ كتب ألدوس هكسلي يقول: «يرفع عقار المسكالين الألوان إلى قوة أعلى، ويجعل المتلقي واعيا بدرجات ألوان مختلفة لا تعد ولا تحصى، يكون أعمى عنها تماما في الأوقات العادية.» وقال هنريك كلوفر: «من المستحيل إيجاد كلمات تصف ألوان المسكال.» وفي الغالب، كانت الرؤى تتخذ السمة الشرقية، كما لو كان السجاد الشرقي قد انبعثت فيه الحياة، لكن بألوان شديدة على نحو خيالي لا يصدق.
ومن أبرز الشخصيات التي تعد مرجعا في عقار إل إس دي ستانيسلاف جروف. كان ستانيسلاف جروف رئيس البحث النفسي في مركز الأبحاث النفسية في ميريلاند في بالتيمور، وأستاذا مساعدا في علم النفس في جامعة جونز هوبكنز. أجرى الدكتور جروف تجارب على عقار إل إس دي على مدار سنوات تزيد عن 15 سنة، وأجرى ما يزيد عن ألفي جلسة هلوسة. وفي كتابه «علم النفس والصوفية» (الذي حرره ستانلي آر دين) فصل مميز عن كثير من ملاحظاته. ومن بين هذه الملاحظات أن الرحلات التي يشهدها متعاطو عقار إل إس دي يمكن أن تكون إلى العالم السفلي مثلما يمكن أن تكون إلى العالم العلوي؛ فمن الممكن أن يشهد المرء أحاسيس الوحدة الكونية والقداسة والسلامة والنعمة من ناحية، ومن الممكن أن يشهد رعبا شديدا من ناحية أخرى.
يقدم جروف الكثير من الإشارات المدهشة عن تجارب أشخاص مختلفين؛ فمن الممكن أن يشهد أحدهم بأن الكون يبتلعه، أو يشعر بأحاسيس شريرة، أو يشعر بالاضطهاد، ويرى تنانين وثعابين وأخطبوطات: «إنها دوامة كونية تسحب الشخص وعالمه بلا رحمة نحو مركزها.» وقد يراود الشخص مفاهيم مثل: الجحيم، والعذاب الذي لا يحتمل، والحرب، والوباء، والكوارث، وقد يشعر الشخص بالموت والميلاد من جديد، وإطلاق قدر هائل من الطاقة، ويرى انفجارات وبراكين وقنابل ذرية. ويمكن أن يشعر بعدمية شاملة وموت الأنا، وقد يشعر أيضا بإحساس غامر بالحب، فنجد أن الشخص «يدرك الكون على أنه جميل على نحو لا يمكن وصفه.» وقد تراود الشخص «رؤى لمصادر تشع ضوءا يعتبره إلهيا، لونه أزرق سماوي، أو بلون طيف قوس قزح، أو بلون ريش الطاوس.»
وتأكيدا لنظرية يونج القائلة بالعقل الباطن الجمعي، فبعض متعاطي عقار إل إس دي قد يشهدون ميلادهم وولادتهم من رحم أمهاتهم، وقد يشهدون أصداء الميثولوجيا الإغريقية، وقصص الكتاب المقدس، واحتفالات الطقوس الوثنية. وقد يعود المتعاطي إلى أسلافه فيعيش من جديد تجارب أسلافه الأولين. وقد يشهد المتعاطي مقابلات وجها لوجه مع الآلهة القديمة إيزيس ومازدا وأبولو ويهوه والمسيح، ويعلق جروف قائلا: «إن مقابلة هذه الآلهة تصحبها عادة مشاعر قوية للغاية تتراوح ما بين الرعب الخارق للطبيعة وفرط السعادة بسبب النشوة.»
واهتمام جروف بعقار إل إس دي يكمن في استخدام ذلك العقار في علاج مختلف الاضطرابات العاطفية، والفصام، والانحراف الجنسي، وإدمان الكحول، وإدمان المخدرات، ورغم ذلك فقد كان يحضر جلساته أيضا العلماء والفلاسفة والفنانون والمعلمون. لقد أدى تعاطي عقار إل إس دي إلى أشكال جديدة من الفن، فبالإضافة إلى الألوان الزاهية، كانت الرؤى تظهر - في أغلب الأحيان - خطوطا مموجة، وفسيفساء، وزهورا، وحيوانات، وأنماطا هندسية، وجواهر، وأطرا شبكية، وشبكات بلورية، وأقراص عسل النحل، وزخارف كلها تميل إلى الحركة. وقد حاول الفنانون رسم هذه الرؤى على لوحات من قماش الكانفاه.
ومن ثقافة عقار إل إس دي جاءت حانات الديسكوتيك في أواخر ستينيات وأوائل سبعينيات القرن العشرين. وفي عكس لإجراء التعاطي الكيميائي النفسي، حاولت حانات الديسكوتيك المسببة للهلوسة، وبنجاح معقول باستخدام الأضواء الومضية، والألوان المتدفقة، والتصميمات والأنماط الانسيابية، والأصوات الصاخبة، إخفاء العالم الحقيقي لأحد التخيلات الروحانية والكابوسية دون تعاطي المخدرات. لكن وجد أن الأضواء الومضية تسبب نوبات صرع، بينما قد تسبب المصابيح النابضة الوامضة التنويم المغناطيسي، وتؤدي إلى الصداع والنعاس وأنواع بسيطة من الانهيار العصبي. (5) والآن لنعد إلى الأرض
لن أحاول وصف العين البشرية أو عملية الرؤية، لكنني سأركز على موضوع هذا الفصل، وهو الاستجابة البصرية. كتب جيمس بي سي ساوثول يقول: «الإبصار الجيد، الذي يعتمد عليه، هو ملكة تكتسب فقط من خلال عملية طويلة من التدريب والممارسة والتجربة. إن رؤية الشخص البالغ هي نتيجة لتراكم ملاحظات وارتباطات أفكار من كل الأنواع؛ ولذلك فهي مختلفة كثيرا عن رؤية الرضيع غير المدرب الذي لم يتعلم بعد أن يركز عينيه ويعدلها ويفسر ما يراه على نحو صحيح. معظم حياتنا ونحن صغار نقضيها دون وعي منا في اكتساب وتنسيق كمية هائلة من البيانات المتعلقة ببيئتنا، وكل منا يحتاج إلى تعلم استخدام عينيه للرؤية مثلما يحتاج إلى تعلم استخدام رجليه للسير ولسانه للتحدث.»
في الفصل الثاني الذي يتناول الاستجابة البيولوجية، أشرنا إلى دور الضوء - والرؤية - في ضمان رفاهة الكائنات الحية، ومنها الإنسان، وقيامها بوظائفها على النحو الملائم. والضوء بطبيعة الحال ضروري للرؤية، لكن أهميته تمتد لتشمل ما هو أكثر من ذلك. على مدار سنوات، ركزت صناعة الإضاءة في المقام الأول على الرؤية. أي مصادر الإضاءة هي الأكثر توفيرا؟ أيها تعطي أكبر قدر من الإضاءة؟ وخلال تاريخ تطور الإنسان كانت المصادر التي استمد منها الإنسان الضوء منذ القدم هي الشمس والسماء، وبعد ذلك استخدم ضوء النار، والمصباح الزيتي، والشموع المصنوعة من الشحم، ومصباح الكيروسين، ومصباح فتيلة الكربون الذي اخترعه توماس إديسون، والزئبق، وبخار الصوديوم، والانبعاثات الفلورية، وغيرها من المصادر. وتضمنت الوثائق الخاصة بصناعة المصابيح إشارات إلى القدم شمعة (وحدة قياس شدة الإضاءة) للطاقة الضوئية - أي طاقة ضوئية - لتمكين الإنسان من الرؤية بوضوح خلال المهام الموكلة إليه. ونتيجة لذلك صنعوا مصادر للضوء تضم بخار الصوديوم أو بخار الزئبق والفلور وغيرها من المواد، واستخدمت على نطاق واسع كما لو كانت المهمة الوحيدة للإضاءة هي تمكين الإنسان من الرؤية. هذا ليس نقدا، وما دام الإنسان قادرا على السير في الهواء الطلق، ولعب كرة السوفتبول، والسباحة والجلوس على الشاطئ نصف عار، فسوف تكون كل الأمور على ما يرام؛ لأنه يستطيع امتصاص أشعة الشمس الصحية والاحتفاظ بصحة جيدة، لكن إذا ظل الإنسان في مكان مغلق محدود المساحة لساعات طويلة، بعيدا عن الطبيعة وبعيدا عن الشمس، فسوف يحتاج إلى ضوء متوازن يشع الطيف الكامل أو شبه الكامل، بما في ذلك الأشعة فوق البنفسجية. وتوجد أدلة كثيرة على أن طول التعرض لبخار الصوديوم أو بخار الزئبق أو لضوء الفلورسنت التقليدي سوف يؤدي إلى اختلال توازن الحالة الصحية للإنسان.
قد يدفعنا التوهم إلى زعم أنه إذا حصل الإنسان على الغذاء الكافي، فإنه يستطيع «العيش» في ظلام دامس. إن عالم الإنسان الأعمى مظلم، لكن من الناحية البصرية فقط؛ حيث إن جسمه ما زال يمتص الطاقة الإشعاعية. وإذا كان الإنسان لا يستطيع العيش بالخبز وحده، فإنه لا يستطيع أيضا العيش جيدا في ظل إضاءة سيئة أو من دون إضاءة على الإطلاق. إن تعريض حيوانات مثل الفئران لنطاقات محدودة من الطيف لفترة طويلة أدى إلى ظهور آثار عدوانية في سلوكها. وبعيدا عن التأثيرات البيولوجية للضوء، فالإنسان مخلوق روحاني بالإضافة إلى كونه مخلوقا ماديا؛ فالحرمان الحسي - وسوف نناقش هذا الموضوع في الفصل الثامن - يمكن أن يقود الإنسان إلى الجنون، أو على الأقل يحرمه من القدرة على التفكير السليم، وأي شخص يعاني من صدمة ذهنية أو عاطفية مزمنة، سيعاني في النهاية من أمراض بدنية، وسوف يقصر عمره. (6) الاستجابات للضوء الملون
معظم البيئات الصناعية في الوقت الحاضر تعرض الناس لمصادر ضوء غير متوازن؛ فالمصباح المتوهج يفتقد على نحو كامل تقريبا الأطوال الموجية فوق البنفسجية، إذ تمتص الأنابيب الزجاجية المستعملة في معظم مصابيح الإضاءة الفلورسنت الأشعة فوق البنفسجية وتشعها. وبعض مصابيح الزئبق الغنية بالأشعة فوق البنفسجية تفتقر إلى ترددات الأشعة الحمراء والأشعة تحت الحمراء. ويكره الناس مصابيح الزئبق الشفافة لأنها تشوه الألوان الموجودة في المكان، وتجعل بشرة الإنسان تبدو بمظهر قبيح.
Página desconocida