التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف
التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف
Editorial
المكتبة الأزهرية للتراث
Número de edición
الأولى
Géneros
فعبر الحديث الشريف "بفاء" السببية؛ للدلالة على حث المسلمين على الالتزام بالقيم الأخلاقية والتشريعية في هذا الحديث الشريف، فلا يصح بحال أن يكون المسلم سببًا في نقض العهد والأمان، الذي قطعه مع الله ﷿ ورسوله الكريم ﷺ؛ لأن الفاء هنا وضعت للسببية في اللغة العربية، ثم أكد ذلك بصورة فنية أخرى حين عبر "بلا" الناهية، ليجمع بين الأمر كما ورد في هذا الحديث الشريف، والنهي عن الخيانة ونقض العهد في قوله: "فلا تخفروا" أي لا تخونوا أنفسكم بنقض العهد وخيانة الذمة لتدمير القيم السامية وكفران النعم الجليلة التي أنعم الله بها عليكم، كما لا تخونوا الله في ذمته وعهده، وأضاف الذمة إلى الله وحده هنا، للدلالة على الوعيد والعقاب الشديد من الله ﷿ وحده، فهو الذي يختص بالعذاب والعقاب قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ، وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾ .
القيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف:
١- تعظيم شأن الصلاة؛ فهي عماد الدين، تنهى عن الفحشاء والمنكر.
٢- تعظيم شأن القبلة وتعظيم حرمتها؛ لأنها رمز وحدة الأمة الإسلامية، ولا تصح الصلاة إلا باستقبالها.
٣- ذكر الله تعالى في الذبيحة، ترفع عنها الحرمة؛ فيحل للمسلم أكلها؛ فلا يحل دمه لأحد.
٤- من استقام على هذه الأعمال الثلاثة وعمل بها مخلصًا لله، فله عهد من الله تعالى وأمان ومن رسوله ﷺ ومن المؤمنين.
٥- بالإضافة إلى ما ذكر من القيم في التصوير النبوي من الحديث الشريف.
1 / 67