الثامن عشر من المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي

Abu Tahir Silafi d. 576 AH
28

الثامن عشر من المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي

الثامن عشر من المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي

Editorial

مخطوط نُشر في برنامج جوامع الكلم المجاني التابع لموقع الشبكة الإسلامية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

٢٠٠٤

Géneros

مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْحُسَيْنِ الأَصْبَهَانِيِّ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ السَّرَّاجِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، نَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَصْبَهَانِيُّ. ح وَأَبُو غَالِبٍ، أَيْضًا، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أنا الأَصْبَهَانِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: أَنْشَدَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مَعْنٍ الْمَوْصِلِيُّ: إِذَا اعْتَذَرَ الصَّدِيقُ إِلَيْكَ يَوْمًا مِنَ التَّقْصِيرِ عُذْرَ أَخٍ مُقِرِّ فَصُنْهُ عَنْ عِتَابِكَ وَاعْفُ عَنْهُ فَإِنَّ الصَّفْحَ شِيمَةُ كُلِّ حُرِّ سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ مَعْنٍ الْمَوْصِلِيَّ، يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ الْغَنَوِيُّ: قُلْتُ لأَبِي الْعَتَاهِيَةِ: مَا الَّذِي صَرَفَكَ عَنْ قَوْلِ الْغَزَلِ إِلَى قَوْلِ الزُّهْدِ، قَالَ: ادْنُ وَاللَّهِ أُخْبِرُكَ أَنِّي لَمَّا قُلْتُ: اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَوْلاتِي أَبْدَتْ لِي الصَّدَّ وَالْمَآلاتِ مَنَحْتُهَا مُهْجَتِي وَخَالِصَتِي فَكَانَ هِجْرَانُهَا مُكَافَآتِي هَيَّمَنِي حُبُّهَا فَصَيَّرَنِي أُحْدُوثَةً فِي جَمِيعِ جَارَاتِي رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ بِعَيْنِهَا كَأَنَّ آتٍ أَتَانِي، فَقَالَ: مَا أَصَبْتَ أَحَدًا يَدْخُلُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ عُتْبَةَ وَيَحْكُمُ لَكَ عَلَيْهَا بِالْمَعْصِيَةِ إِلا اللَّهَ، فَانْتَبَهْتُ فَزِعًا مَذْعُورًا وَتُبْتُ مِنْ سَاعَتِي إِلَى اللَّهِ مِنْ قَوْلِ الْغَزَلِ سَمِعْتُ أَبَا زِيَادِ بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ فَقِيهٍ بِالشَّاشِ فَنَزَعْتُ خُفِّي بِقُرْبِ بَابِ الْمَسْجِدِ وَدَنَوْتُ مِنْهُ، وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلامَ عَلَيَّ وَقَالَ لِي: ارْجِعْ حَيْثُ نَزَعْتَ خُفَّكَ وَارْفَعْهُ وَضَعْهُ بَيْنَ يَدَيْكَ. ثُمَّ قَالَ لِلْجَمَاعَةِ: اكْتُبُوا، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: الْعَجْزُ ضُرٌّ وَمَا بِالْحَزْمِ مِنْ ضَرَرِ وَآيَةُ الْحَزْمِ سُوءُ الظَّنِّ بِالنَّاسِ لا تَتْرُكِ الْحَزْمَ فِي أَمْرٍ تُحَاذِرُهُ فَإِنْ آمَنَتْ فَمَا بِالْحَزْمِ مِنْ بَاسِ أَنْشَدَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُسَيِّبِ لِعَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الرُّومِيِّ: مَنْ كَانَ يَبْكِي الشَّبَابَ مِنْ أَسَفٍ فَلَسْتُ أَبْكِي عَلَيْهِ مِنْ أَسَفِ لأَنَّ شَرْخَ الشَّبَابَ عَرَّضَنِي فِي حَالِ كَهْلِي لِمَوَاقِفِ التَّلَفِ سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الشَّاهِدَ، يَقُولُ: وَدَّعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ نِفْطَوَيْهِ، فَقَالَ لِي: إِلَى أَيْنَ؟، فَقُلْتُ: إِلَى الْعِرَاقِ، قَالَ: وَأَيُّ الْعِرَاقِ؟ قُلْتُ: الأَهْوَازُ، فَأَنْشَدَنِي: قَالُوا وَشِيكُ فِرَاقٍ فَقُلْتُ لا بَلْ تَلاقِ كَمْ بَيْنَ أَكْنَافِ نَجْدٍ وَبَيْنَ أَرْضِ الْعِرَاقِ قَدْ فُزْتُ يَوْمَ الْتَقَيْنَا بِقُبْلَةٍ وَاعْتِنَاقِ وَبَعْدَ هَذَا وِصَالٌ مِنَ الأَحِبَّةِ بَاقِ سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْمَغَازِلِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْبَرْدَعِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْمُرْتَعِشَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: رَأَيْتُ أَبَا حُسَيْنٍ فِي السُّوقِ يَمْشِي عُرْيَانًا وَيَأْكُلُ خُبْزًا، فَقُلْتُ لَهُ: أَلا تَسْتَحِيي مِنَ النَّاسِ؟ تَمْشِي فِي السُّوقِ عُرْيَانًا وَتَأْكُلُ. قَالَ: وَهَلْ بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مَنْ يُسْتَحْيَى مِنْهُ مَنْ كَانَ يُسْتَحْيَى مِنْهُ تَحْتَ الأَرْضِ وَالثَّرَى أَنْشَدَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ التَّسْتُرِيُّ، بِهَا، أَنْشَدَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَبَّادٍ، لِبَعْضِهِمْ: عَجِبْتُ لِضَحِكِ الْمَرْءِ وَالْمَوْتُ خَلْفَهُ وَلِلْمُشْتَرِي دُنْيَاهُ بِالدِّينِ أَعْجَبُ وَأَعْجَبُ مِنْ هَذَيْنِ مَنْ بَاعَ دِينَهُ بِدُنْيَا سِوَاهُ ذَاكَ مِنْ ذَيْنِ أَعْجَبُ أَنْشَدَنَا وَلِيدُ بْنُ مَعْنٍ الْمَوْصِلِيُّ: هَذَا إِجْمَالُ الَّذِي سَمِعْتُ بِهِ سُبْحَانَ ذِي الْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَهْ مَنْ أَبْصَرَتْ عَيْنُهُ لَهَا شَبَهًا حَلَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَالنِّقْمَهْ إِنِّي مُعِدٌّ لَهَا الْكَلامَ فَمَا أَنْطِقُ مِنْ هَيْبَةٍ لَهَا كَلِمَهْ وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ: وَهَذَا كَمَا قَالَ عُرْوَةُ بْنُ حِزَامٍ: وَمَا هُوَ إِلا أَنْ أَرَاهُ فَجْأَةً فَأَبْعَثُ حَتَّى لا أَكَادُ أُجِيبُ أَنْشَدَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مَعْنٍ الْمَوْصِلِيُّ، أَنْشَدَنِي أَبُو عَفَّانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، أَنْشَدَنِي أَبُو نُوَاسٍ الْحَسَنُ بْنُ هَانِئٍ، لِنَفْسِهِ فِي نَفْسِهِ: أَفْنَيْتَ عُمْرَكَ وَالذُّنُوبُ تَزِيدُ وَالْكَاتِبُ الْمُحْصِي عَلَيْكَ شَهِيدُ كَمْ قُلْتَ لَسْتُ بِعَائِدٍ فِي قَهْوَةٍ وَنَزَرْتَ فِيهَا ثُمَّ صِرْتَ تَعُودُ حَتَّى مَتَى لا تَرْعَوِي عَنْ لَذَّةٍ وَحِسَابُهَا يَوْمَ الْحِسَابِ شَدِيدُ وَكَأَنَّنِي بِكَ قَدْ أَتَتْكَ مَنِيَّةٌ لا شَكَّ أَنَّ سَبِيلَهَا مَوْرُودُ

1 / 28