من سلف وكل شر في ابتداع مَنْ خلف؛ فأول ما يبدأون به: الإيمان بالله ﷾، ثم بقية أركان الإيمان.
وقد يأتي وقت من الأوقات مَنْ يحاول أن يغير هذا الترتيب، وأن يقدم بعض الأمور التي جاءت في آخر العقيدة؛ فهل ننساق وراء رغباته؟ أو وراء هذا المنهج الذي قد يسلكه البعض؟
لا، بل يرجى أن يتم التمكن لهذه المسألة؛ لأننا أصحاب العقيدة، وفيها أوليات وفيها أولويات، ولسنا بحاجة إلى مَنْ يعيد لنا ترتيب هذه الأمور، فلا يأتي إنسان فيجعل من مسائل الأحكام أو مسائل الأسماء أولية، أو يجعل من مسائل الخلافة والإمامة أول هذه المسائل ويرجئ مسائل الإيمان بالله .. إلى آخر ذلك، فمثلًا إذا جاء إنسان يريد أن يحيد عن منهج أهل السنة والجماعة ومنهج أهل السلف؛ فيجب أن نعلم أن هذا هو سبيلنا؛ فأمورنا مرتبة بحمد الله تعالى.
ونحن- بحمد الله تعالى- نتميز بأمرين:
أولًا: ثبات العقيدة؛ فما كان عليه النبي ﷺ وما كان عليه أصحابه فنحن عليه إلى هذا اليوم، ووالله ما نرضى أن نحيد عن هذا قدر أنملة، وإن حدنا عن هذا المنهج فنحن- والله- في ضلال، والعقيدة منا براء.
ثانيًا: اتصال العقيدة؛ فعقيدتنا ليست منقطعة، ولا شك أن العقيدة التي تركها النبي ﷺ واستقام عليها أصحابه رضوان الله عليهم محفوظة؛ قال رسول الله ﷺ: «لا تزال طائفة من أُمَّتي على الحق ظاهرين» (^١)، وعندما سُئل النبي ﷺ عن الفرقة الناجية قال: