ذكر جلوس السلطان بدار العدل الشريف بقلعة الجبل المحروسة
ولما كان تاسع وعشرين صفر المبارك جرى مولانا السلطان على عادته الحسنى في مباشرة امور العدل بنفسه الشريفه * وان يجمع لاجل ذلك من القضاة والعلماء والامراء والكتاب لفيفه * فنودى بذلك في القاهرة ومصر المحروستين وحضر الناس في هذا اليوم المذكور وجلس السلطان بدار العدل بالقلعة ورفع الحجاب * وحصل الانجاد لكل قائل والايجاب * وأخذت قصص الناس وجلس بين يديه الامير بدر الدين بيدرا نائب السلطنة الشريفة والصاحب الوزير شمس الدين ومن يقرأ بين يديه فما قرئت قصة الا وفهمه يسارع الى الاحاطة بها علما وينفذ فيها من مراسمه وبقى يجيب بما لا يحسنه كل بليغ متدرب * ويوصل تفهيم ذلك الى الحاضرين ويقرب * ومهما كان مرده الى الشرع الشريف رده الى حكامه * او الى السياسة انفذ فيه ماضى احكامه * ولم يحاب في الانصاف قريبا منه * بل اصدر في حقه تشديدا لا محيل عنه * ولم يخف عنه من قصص المتظلمين خافيه * وما منها الا ما وقع عليه بين يديه بالاجوبة الشافيه * ولما نجز الموقعون الجملة الكثيرة منها أحضرت بين يديه
Página 54