صارت كتبه مبتذله * ورسوم المخاطبات منتنقله * وصارت الولاة الاصاغر * يخاطبون مخاطبة مقدمي العساكر الاكابر * واستمر ذلك في ايام ولده ولي عهده * وفي ايام الملك المظفر سيف الدين قطز من بعده * وجاء الملك الظاهر فما فكر في هذه المصلحة العظيمه * واعتقد انها لدعائم الملك مقيمه * وما كان في ولده الملك السعيد ما يحصل له هذه القوانين * ولا ذهن يفهم اقامة هذه البراهين * ولما جاءت الدولة الشريفة السلطانية ما غاب تلحظ ذلك عنه * وادخره ولوقت ما كان بد منه * فلما اقبلت السلطنة الشريفة الملكية الاشرفية الصلاحية وجاءت بكرامات الكرم * ومعجزات السيف والقلم * ومهدت الامور احسن التهذيب * ورتبت القواعد الملوكية اعظم ترتيب * وفتح الله لها كل عاص من الحصون * واباحها من الممالك كل مصون * وحكمها في السهول والحزون * واتاه الله نصرا ما اعطاه لمن تقدمه في اقصر مدة انما امره اذا اراد شيا أن يقول له كن فيكون * واستقرت القواعد على اجمل حالات السكوت والسكون * وعلم كل اناس مشربهم * وكل قوم مسربهم * وعرف كل احد قد ره * وما بقى لمتجن ولا لمتجنن قدره * وتقسمت الفكر الشريفة في مصالح البلاد البعيدة والقريبة * واكثر البريد سراه وتأويبه * واتسعت المملكة الى اقاصى بلاد العجم وبلاد الروم* وما لتلك
Página 37