السادس والعشرون من المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي
السادس والعشرون من المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي
Editorial
مخطوط نُشر في برنامج جوامع الكلم المجاني التابع لموقع الشبكة الإسلامية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
٢٠٠٤
Géneros
مِنْ فَوَائِدِ أَبِي عُمَرَ بْنِ حَيَّوَيْهِ
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ السَّرَّاجِ، فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ لَيْلا بِالتَّارِيخِ أَوَّلَ الْجُزْءِ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، نا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ، نا أَبُو أَيُّوبَ الْجَلابُ، نا أَبُو إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِيِّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: أَضَاقَ أَبِي زَيْدٍ ضَيْقًا شَدِيدًا، فَبَعَثَ بِي إِلَى صَدِيقٍ لَهُ تَمَّارٍ، فَقَالَ لِي: قُلْ عَنْ أَبِي يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ لَكَ: قَدْ أَضَقْنَا فِي هَذِهِ الأَّيَامِ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُوجِدَ إِلَيْنَا بِشَيْءٍ، فَأَتَيْتُ التَّمَّارَ، وَقَدْ جَاءَهُ تَمْرٌ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: هَا هُنَا، وَقَالَ لِي: قُمْ هَا هُنَا، وَأَدْخِلْ هَذَا التَّمْرَ هَا هُنَا، وَهَذَا التَّمْرَ هَا هُنَا، فَلَمَّا فَرَغْنَا، قُلْتُ: وَاللَّهِ لا قُلْتُ لَهُ شَيْئًا، فَقَالَ: مَكَانَكَ، فَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ مَائِدَةً لَهُ عَلَيْهَا طُعَيْمَةً فَقَالَ: كُلْ فَأَكَلْتُ فَلَمَّا أَكَلْتُ قُلْتُ: وَاللَّهِ لا قُلْتُ لَهُ شَيْئًا، لا يَقُولُ أَعَانَنِي بِشَيْءٍ، وَقَدْ أَكَلَ طَعَامِي، وَأَخَذَ مِنِّي كَذَا.
فَقُلْتُ لَهُ: أَتَقُولُ شَيْئًا؟ فَقَالَ: نَعَمَ.
ادْفَعْ هَذِهِ الثَّلاثِينَ دِينَارًا إِلَى أَبِيكَ، وَقُلْ لَهُ: فُلانٌ يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ: اشْتَرَيْتُ حَدِيقَةَ فُلانٍ فَجَعَلْتُ لَكَ فِيهَا حِصَّةً وَتَدْفَعُ هَذِهِ الثَّلاثِينَ دِينَارًا إِلَى أَبِي حَازِمٍ، وَتَقُلْ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَتَدْفَعُ هَذِهِ الثَّلاثِينَ إِلَى ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَتَقُلْ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَبَدَأْتُ بِأَبِي فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ كُلَّهُ.
فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، ادْفَعْ هَذِهِ الْعَشَرَةَ الدَّنَانِيرِ إِلَى أَبِي حَازِمٍ، وَهَذِهِ الْعَشَرَةَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، فَقُلْتُ: لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِثْلُهَا، فَقَالَ: رُدَّهَا الْحَمْدُ لِلَّهِ، ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى أَبِي حَازِمٍ، فَدَفَعَتُ إِلَيْهِ الدَّنَانِيرَ، وَقُلْتُ لَهُ مَا قَالَ لِي، فَقَالَ: اذْهَبْ بِهَذِهِ الْعَشَرَةِ الدَّنَانِيرِ إِلَى أَبِيكَ، وَهَذِهِ الْعَشَرَةِ إِلَى ابْنِ الْمُنْكَدِرِ فَقُلْتُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِثْلُهَا، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ.
ثُمَّ أَتَيْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ، فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الدَّنَانِيرَ، وَقُلْتُ لَهُ مَا قَالَ لِي، فَقَالَ: اذْهَبْ بِهَذِهِ الْعَشَرَةِ الدَّنَانِيرِ إِلَى أَبِي حَازِمٍ، وَهَذِهِ الْعَشَرَةِ الدَّنَانِيرِ إِلَى أَبِيكَ.
فَقُلْتُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِثْلُهَا.
فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ
أَنْشَدَنَا أَبُو أَيُّوبَ، أَنْشَدَنَا إِبْرَاهِيمُ: إِنِّي وَإِنْ كَانَ جَمْعُ الْمَالِ يُعْجِبُنِي مَا يَعْدِلُ الْمَالُ عِنْدِي صِحَّةَ الْجَسَدِ الْمَالُ زَيْنٌ وَفِي الأَوْلادِ مَكْرُمَةٌ وَالسُّقْمُ يُنْسِيكَ ذِكْرَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ آخِرُهُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَصَلَوَاتُهُ عَلَى خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلامُهُ.
وَبَعَدَهُ قَالَ: جَاءَ بِخَطِ حَمَّادٍ عَلَى ظَهْرِ الْجُزْءِ بَيْتَيْنِ وَهِي دَاخِلَةٌ فِي السَّمَاعِ عَلَى شَيْخِنَا.
1 / 75