المئوية في إعراب القرآن الكريم
المئوية في إعراب القرآن الكريم
Géneros
المِئَوِيَّة
فِي
إِعْرَابِ القُرْآنِ الكَرِيم
(إِعْرَابُ المئَةِ الأُولَى مِنْ آيَاتِ القُرْآنِ الكَرِيمِ)
الكِتَابُ مَبْنِيٌّ عَلَى مَنْهَجيَّةٍ في الإعْرَابِ التَّطْبِيقِيِّ لِغَيْرِ المُتَخَصِّصِ
تَرْتَكِزُ عَلَى اللَّفْظِ الظَّاهِرِ مَعَ تَصَوُّرِ المَعْنَى
حَازِم خَنْفَر
1 / 1
تَوْطِئَة
الحَمْدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.
فَهَذَا كِتَابٌ فِي إِعْرَابِ المِئَةِ الأُولَى مِنْ آيَاتِ القُرْآنِ الكَرِيمِ لِغَيْرِ المُتَخَصِّصِينَ، وَهُو بَاكُورَةُ عَمَلٍ لِي كَبِيرٍ، وَقِطْعَةٌ مِنْهُ، كُنْتُ قَدْ سَمَّيْتُهُ: «المَنْشُودَ فِي إِعْرَابِ القُرْآنِ الكَرِيمِ»، وَلَمْ تَتَهْيَأْ سُبُلُ التَّفَرُّغِ لَهُ - بَعْدُ -.
وَكَانَ مَسْلَكِي فِيهِ قَائِمًا عَلَى ثَلَاثَةِ أَرْكَانٍ لِتَحْقِيقِ الهَدَفِ المَنْشُودِ مِنْهُ؛ ألَا وَهُوَ تَقْوِيمُ لِسَانِ النَّاطِقِ بِالعَرَبِيَّةِ بِأَقَلِّ المَعَارِفِ النَّظَرِيَّةِ وَأَقْرَبِ الوَسَائِلِ الذِّهْنِيَّةِ.
وَأَمَّا الأَرْكَانُ فَهِيَ: تَصَوُّرُ المَعْنَى المُتَعَلِّقِ بِالإِعْرَابِ، وَالسَّلِيقَةُ اللُّغَوِيَّةُ، وَقَوَاعِدُ النَّحْوِ، فَأَفَدْتُ مِنَ الأَوَّلِ وَالثَّانِي مَا أَمْكَنَ، وَذَلِكَ لِلتَّقْلِيلِ مِنَ الثَّالِثِ مَا أَمْكَنَ.
فَكَانَ مَنْهَجِي فِي الكِتَابِ:
١ - أَنِّي اقْتَصَرْتُ عَلَى أَقْرَبِ قَرِينَةٍ تُوصِلُ القَارِئَ إِلَى إِعْرَابِ الكَلِمَةِ وَضَبْطِهَا عَلَى الوَجْهِ الصَّحِيحِ، فَمَا تَحَقَّقَ مِنْ ذَلِكَ بِقَرِينَةٍ لَفْظِيَّةٍ اكْتَفَيْتُ بِهَا، وَمَا لَمْ يَتَحَقَّقْ إِلَّا بِقَرِينَةٍ مَعْنَوِيَّةٍ فَصَّلْتُ فِي تَصَوُّرِ مَعْنَاهُ الإِعْرَابِيِّ.
أَمَّا الكَلِمَاتُ الَّتِي لَا يَحْتَاجُ النَّاطِقُ بِالعَرَبِيَّةِ إِلَى قَرِينَةٍ لِنُطْقِهَا عَلَى الصَّوَابِ
ـ كَالحُرُوفِ وَالضَّمَائِرِ وَأَسْمَاءِ الإِشَارَةِ وَنَحْوِهَا - فَاكْتَفَيْتُ بِتَصْنِيفِهَا فَقَطْ، وَجَعَلْتُ مَا أُلْحِقَ بِالضَّمَائِرِ وَأَسْمَاءِ الإِشَارَةِ جُزْءًا مِنْهَا - اخْتِصَارًا وَإِيجَازًا -.
وَذَلِكَ كُلُّهُ مَبْنِيٌّ عَلَى تَحْقِيقِ سَلَامَةِ النُّطْقِ لِأَوَاخِرِ الكَلِمَاتِ فِي الجُمَلِ دُونَ تَكَلُّفٍ أَوْ حَشْوٍ لَا أَثَرَ لَهُ في ضَبْطِ الكَلِمَةِ الظَّاهِرَةِ أَوْ فِي إِدْرَاكِ مَعْنًى مُتَعَلِّقٍ بِضَبْطِهَا أَوْ بِضَبْطِ أُخْرَى شَارَكَتْهَا فِي الجُمْلَةِ نَفْسِهَا، فَمَا دَامَ ضَبْطُ الكَلِمَةِ الظَّاهِرَةِ مَعَ تَصَوُّرِ المَعْنَى العَامِّ لِلتَّرْكِيبِ مُتَحَقِّقًا - أَيْ بِمَجْمُوعِهِمَا - فَإِنَّ ذَلِكَ جَدِيرٌ بِأَنْ يُقْبَلَ بِهِ - كَحَدٍّ أَدْنَى - فِي الإِعْرَابِ التَّطْبِيقِيِّ لِغَيْرِ المُتَخَصِّصِ وَإِنْ كَانَ هَذَا خِلَافَ مَا صَرَّحَ بِهِ بَعْضُ النُّحَاةِ بِوَجْهٍ عَامٍّ.
1 / 3
وَلِهَذَا لَمْ أَتَقَيَّدْ فِي هَذَا الكِتَابِ بِبَعْضِ الإِلْزَامَاتِ إِلَّا عِنْدَ الحَاجَةِ؛ فَإِنَّ قِسْمًا مِنْهَا يُدْرَكُ بِالسَّلِيقَةِ، وَأَمَّا القِسْمُ الآخَرُ فَيُفِيدُ فِي المَعْنَى المُفَصَّلِ لِلتَّرْكِيبِ، وَلَا عَلَاقَةَ لَهُ بِضَبْطِ أَوَاخِرِ الكَلِمَاتِ؛ فَلَيْسَ كُلُّ مَعْنًى فِي الجُمْلَةِ يَحْتَاجُهُ الإِعْرَابُ - إِنْ كَانَ المُبْتَغَى ضَبْطَ أَوَاخِرِ الكَلِمِ فِي التَّرَاكِيبِ -.
فَمِنَ ذَلِكَ: أَنِّي لَمْ أُشِرْ إِلَى الفَاعِلِ إِذَا كَانَ مُضْمَرًا أَوْ مُسْتَتِرًا إِلَّا إِذَا تَطَلَّبَ مَفْعُولًا بِهِ، وَمِنْ ذَلِكَ: أَنَّي أَعْرَضْتُ عَنْ ذِكْرِ تَعَلُّقِ شِبْهِ الجُمْلَةِ وَالإِعْرَابِ المَحَلِّي وَإِعْرَابِ الجُمَلِ - وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي يَحْتَاجُهَا المُتَخَصِّصُونَ -.
وَأَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنْهَا لِقَرِينَةٍ تَطَلَّبَتْهُ فَقَدْ أَشَرْتُ إِلَيْهِ دُونَ اسْتِعْمَالِ المُصْطَلَحَاتِ النَّحْوِيَّةِ، وَذَلِكَ لِتَقْرِيبِ المَعْنَى المُرَادِ.
ثُمَّ إِنِّي جَعَلْتُ لِلْمَعَانِي المُتَصَوَّرَةِ المُتَعَلِّقَةِ بِالإِعْرَابِ ضَوَابِطَ وَتَعَابِيرَ:
فَأَمَّا المُبْتَدَأُ وَالخَبَرُ فَقَيَّدْتُهُمَا بِالإِخْبَارِ - وَإِنْ كَانَ يَصْلُحُ فِي غَيْرِهِمَا عَلَى الصِّنَاعَةِ النَّحْوِيَّةِ -، وَهَذَا يَشْمَلُ الإِخْبَارَ الصَّادِقَ وَالكَاذِبَ - كَالَّذِي جَاءَ عَلَى لِسَانِ المُنَافِقِينَ وَنَحْوِهِمْ -، فَإِنْ دَخَلَ عَلَى الإِخْبَارِ نَاسِخٌ أَشَرْتُ إِلَى ذَلِكَ وَصَيَّرْتُ المُبْتَدَأَ لِمَا صَارَ إِلَيْهِ بَعْدَ دُخُولِ النَّاسِخِ.
وَأَمَّا الفَاعِلُ فَقَيَّدْتُهُ بِوُجُودِ الفِعْلِ، وَهَذَا يَشْمَلُ: فَاعِلَ الفِعْلِ، وَالمُمْتَنِعَ عَنْهُ، وَالمُتَّصِفَ بِهِ، وَالمَأْمُورَ بِهِ، وَالمَنْهِيَّ عَنْهُ، وَالمَنْفِيَّ عَنْهُ الفِعْلُ، وَالنَّافِيَ عَنْ نَفْسِهِ الفِعْلَ.
وَهَذَا التَّقْيِيدُ مَحْصُورٌ بِمَا إِذَا سَبَقَ الفِعْلُ فَاعِلَهُ، فَإِنْ سَبَقَ الفَاعِلُ فِعْلَهُ صَيَّرْتُهُ مُبْتَدَءًا وَقَيَّدْتُهُ عَلَى الإِخْبَارِ، وَذَلِكَ جَرْيًا عَلَى قَانُونِ الإِعْرَابِ.
وَأَمَّا مَا جَاءَ إِسْنَادًا مَجَازِيًّا - مِنْ فَاعِلٍ وَغَيْرِهِ - فَأَظْهَرْتُهُ إِنْ بَعُدَ مَعْنَاهُ النَّحْوِيُّ وَخَفِيَ بَيَانُهُ الإِعْرَابِيُّ، وَإِلَّا فَأَبْقَيْتُهُ عَلَى صُورتِهِ المَجَازِيَّةِ.
وَأَمَّا الفَضَلَاتُ فَمَيَّزْتُهَا - تَصَوُّرًا وَمَعْنًى -، كُلٌّ فِي مَوْضِعِهِ وَبِمَا يُنَاسِبُ التَّعْبِيرَ عَنْهَا.
وَاعْلَمْ أَنَّ لِتَصَوُّرِ المَعَانِي فِي الجُمَلِ وُجُوهًا عَدِيدَةً، وَلَيْسَ بِالإِمْكَانِ أَنْ يَنْحَصِرَ
1 / 4
فِي قَوَاعِدَ عَامَّةٍ كُلِّيَّةٍ تَجْرِي عَلَى الإِعْرَابِ لِإِظْهَارِ المَعْنَى الإِعْرَابِيِّ فِيهَا، وَذَلِكَ لِاخْتِلَافِ الأَسَالِيبِ فِي اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ وَإِنْ كَانَ المَعْنَى مُدْرَكًا، وَلِهَذَا فَإِنَّ مِنَ الكَلِمَاتِ فِي التَّرَاكِيبِ وَالجُمَلِ مَا لَا يَصْلُحُ أَنْ تَجْرِيَ عَلَيْهَا هَذِهِ القَوَاعِدُ إِلَّا بِتَكَلُّفٍ، وَمِثْلُ هَذِهِ المَوَاضِعِ لَا يُدْرَكُ إِعْرَابُهَا إِلَّا بَعْدَ تَحْصِيلِ المَلَكَةِ.
وَاللهُ المُوَفِّقُ وَالمُعِينُ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
حَازِم خَنْفَر
١٢/ ١٢/٢٠٢١ م
٨/ ٥/١٤٤٣ هـ
1 / 5
سُورَةُ الفَاتِحَةِ
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)﴾
(بِسْمِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«بِسْمِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
(اللَّهِ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
(الرَّحْمَنِ): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
فَـ «الرَّحْمَنِ»: صِفَةٌ لِلَّهِ - تَعَالَى -؛ أَيْ: «بِسْمِ اللهِ المَوْصُوفِ بالرَّحْمَةِ».
(الرَّحِيمِ): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
فَـ «الرَّحِيمِ»: صِفَةٌ لِلَّهِ - تَعَالَى -؛ أَيْ: «بِسْمِ اللهِ المَوْصُوفِ بِالرَّحْمَةِ».
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)﴾
(الحَمْدُ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ الحَمْدِ بِأَنَّهُ مُسْتَحَقٌّ لِلَّهِ؛ فَالحَمْدُ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُ مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَالاسْتِحْقَاقُ: هُوَ الأَمْرُ المخْبَرُ بِهِ عَنِ اللهِ.
فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «الحَمْدُ مُسْتَحَقٌّ للهِ»، أَوْ كَائِنٌ أَوْ ثَابِتٌ - أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ -، فَالجُمْلَةُ: مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.
(للهِ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَلَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
(رَبِّ): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
فَـ «رَبِّ»: صِفَةٌ لِلَّهِ - تَعَالَى -؛ أَيِ «الحَمْدُ لِلَّهِ المَوْصُوفِ بِرَبِّ العَالَمِينَ».
(العَالَمِينَ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ؛ لِأَنَّهُ مُلْحَقٌ بِجَمْعِ المُذَكَّرِ السَّالِمِ.
﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣)﴾
(الرَّحْمَنِ): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
فَـ «الرَّحْمَنِ»: صِفَةٌ لِلَّهِ - تَعَالَى -؛ أَيِ: «الحَمْدُ لِلَّهِ المَوْصُوفِ بالرَّحْمَةِ».
(الرَّحِيمِ): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
1 / 7
فَـ «الرَّحِيمِ»: صِفَةٌ لِلَّهِ - تَعَالَى -؛ أَيِ: «الحَمْدُ لِلَّهِ المَوْصُوفِ بِالرَّحْمَةِ».
﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)﴾
(مَالِكِ): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
فَـ «مَالِكِ»: صِفَةٌ لِلَّهِ - تَعَالَى -؛ أَيِ: «الحَمْدُ لِلَّهِ المَوْصُوفِ بِالمُلْكِ».
(يَوْمِ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بالكَسْرَةِ الظَّاهرَةِ.
(الدِّينِ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)﴾
(إِيَّاكَ): ضَمِيرٌ.
(نَعْبُدُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.
(وَإِيَّاكَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ«إِيَّاكَ»: ضَمِيرٌ.
(نَسْتَعِينُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.
﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)﴾
(اهْدِنَا): «اهْدِ»: فِعْلُ أَمْرٍ لِلدُّعَاءِ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ حَرْفِ العِلَّةِ، وَ«نَا»: ضَمِيرٌ.
(الصِّرَاطَ): مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.
فَالصِّرَاطُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ لِأَنَّهُ المَهْدِيُّ إِلَى الدَّاعِي - لَوْ تَحَقَّقَ الطَّلَبُ -، وَأَمَّا المَفْعُولُ بِهِ الأَوَّلُ فَهُوَ الدَّاعِي لأَنَّهُ المَهْدِيُّ الأَوَّلُ - لَوْ تَحَقَّقَ الطَّلَبُ -، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَا» عَنْ ذِكْرِهِ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُوَ اللهُ ﷿ لِأَنَّهُ الهَادِي، وَقَد نَابَ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ؛ أَيْ: «هَدَى اللهُ الدَّاعِيَ الصَّرَاطَ»؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ وَمَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ.
(المُسْتَقِيمَ): نَعْتٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.
فَـ «المُسْتَقِيمَ»: صِفَةٌ لِلصِّرَاطِ؛ أَيِ: «اهْدِنَا الصِّرَاطَ المَوْصُوفَ بِالاسْتِقَامَةِ».
1 / 8
﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧)﴾
(صِرَاطَ): بَدَلٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.
فَـ «صِرَاطَ»: بَدَلٌ مِنَ «الصِّرَاطَ» الَّتِي قَبْلَهَا؛ أَيِ: «اهْدِنَا صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ».
(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.
(أَنْعَمْتَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِالتَّاءِ المَفْتُوحَةِ، وَالتَّاءُ: ضَمِيرٌ.
(عَلَيْهِمْ): «عَلَى»: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«هِمْ»: ضَمِيرٌ.
(غَيْرِ): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
فَـ «غَيْرِ»: صِفَةٌ لِـ «اللَّذِينَ»، وَهُمُ المُنْعَمُ عَلَيْهِمْ؛ أَيِ: «اهْدِنَا صِرَاطَ المُنْعَمِ عَلَيْهِمْ، غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ».
(المَغضُوبِ): مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
(عَلَيْهِمْ): «عَلَى»: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«هِمْ»: ضَمِيرٌ.
(وَلَا): الوَاوُ: حَرْفُ عَطْفٍ، وَ«لَا»: بِمَعْنَى «غَيْرِ»؛ أَيْ: «وَغَيْرِ الضَّالِّينَ».
(الضَّالِّينَ): اسْمٌ مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
فَـ «الضَّالِّينَ»: مَعْطُوفَةٌ عَلَى «المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ»؛ أَيِ: «اهْدِنَا صِرَاطَ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ، وَاهْدِنَا صِرَاطَ غَيْرِ الضَّالِّينَ».
1 / 9
سُورَةُ البَقَرَةِ
﴿الم (١)﴾
(الم): لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (٢)﴾
(ذَلِكَ): اسْمُ إِشَارَةٍ يُشِيرُ إِلَى الكِتَابِ.
فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ الكِتَابِ بِأَنَّهُ لَا رَيْبَ فِيهِ، فَالكِتَابُ: مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهِ اسْمُ الإِشَارَةِ «ذَلِكَ»، فَـ «ذَلِكَ»: اسْمُ إِشَارَةٍ فِي مَحَلِّ رَفْعِ مُبْتَدَإٍ.
وَأَمَّا الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ الكِتَابِ فَهُوَ نَفْيُ الرَّيْبِ عَنْهُ؛ فَالجُمْلَةُ: فِي مَحَلِّ خَبَرٍ.
فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ للْجُمْلَةِ: «الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ»؛ مُبْتَدَأٌ نَابَ عَنْ ذِكِرِهِ اسْمُ الإِشَارِةِ الَّذِي قَبْلَهُ، وَالخَبَرُ: الجُمْلَةُ الَّتِي بَعْدَهُ.
(الْكِتَابُ): بَدَلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
فَـ «الكِتَابُ» - هُنَا -: بَدَلٌ مِنِ اسْمِ الإِشَارَةِ «ذَلِكَ» الَّذِي قَبْلَهُ - وَإِنْ كَانَ الكِتَابُ هُوَ المُخْبَرَ عَنْهُ -؛ لِأَنَّ اسْمَ الإِشارَةِ أَشَارَ إِلَيْهِ قَبْلَ ذِكْرِهِ، فَـ «الكِتَابُ» مَرْفُوعَةٌ تَبَعًا لِلْمُبْتَدَإِ الَّذِي نَابَ عَنْ ذِكْرِهِ اسْمُ الإِشَارَةِ، وَهُوَ الكِتَابُ نَفْسُهُ.
(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ لِلْجِنْسِ، يَعْمَلُ عَمَلَ «إِنَّ».
(رَيْبَ): اسْمُ «لَا» مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ.
(فِيهِ): «فِي»: حَرْفُ جَرٍّ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.
(هُدًى): خَبْرٌ ثَانٍ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.
فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ ثَانٍ عَنِ الكِتَابِ بِأَنَّهُ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ.
فَالكِتَابُ: مُخْبَرٌ عَنْهُ، وَقَدْ نَابَ عَنْ ذِكْرِهِ اسْمُ الإِشَارَةِ «ذَلِكَ»، فَـ «ذَلِكَ»: اسْمُ إِشَارَةٍ فِي مَحَلِّ مُبْتَدَإٍ.
وَأَمَّا الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ الكِتَابِ فَهُوَ الهِدَايَةُ، فَـ «هُدًى»: خَبَرٌ؛ لِأَنَّهُ الأَمْرُ
1 / 11
المُخْبَرُ بِهِ عَنِ الكِتَابِ.
فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «الكِتَابُ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ»؛ مُبْتَدَأٌ نَابَ عَنْ ذِكِرِهِ اسْمُ الإِشَارِةِ الَّذِي قَبْلَهُ، وَخَبَرٌ، وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ.
(لِلْمُتَّقِينَ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«المُتَّقِينَ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (٣)﴾
(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.
(يُؤْمِنُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،
وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.
(بِالْغَيْبِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«الغَيْبِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
(وَيُقِيمُونَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ«يُقِيمُونَ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.
(الصَّلَاةَ): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.
فَالصَّلَاَةُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهَا المُقَامَةُ، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمُ المُتَّقُونَ لِأَنَّهُمُ المُقِيمُونَ لِلصَّلَاةِ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.
فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يُقِيمُ المُتَّقُونَ الصَّلَاةَ»؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.
(وَمِمَّا): أَيْ: «وَمِنْ مَا»، الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ«مِنْ»: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.
(رَزَقْنَاهُمْ): «رَزَقْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا»، وَ«نَا»:
ضَمِيرٌ، وَ«هُمْ»: ضَمِيرٌ.
(يُنْفِقُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،
1 / 12
وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.
﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤)﴾
(وَالَّذِينَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ«الَّذِينَ»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.
(يُؤْمِنُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،
وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.
(بِمَا): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.
(أُنْزِلَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، بِصِيغَةِ المَبْنِيِّ لِلْمَجْهُولِ.
(إِلَيْكَ): «إِلَى»: حَرْفُ جَرٍّ، وَالكَافُ: ضَمِيرٌ.
(وَمَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ«مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.
(أُنْزِلَ): فِعْلٌ مَاضٍ بِصِيغَةِ المَبْنِيِّ لِلْمَجْهُولِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.
(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.
(قَبْلِكَ): «قَبْلِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالكَافُ: ضَمِيرٌ.
(وَبِالآخِرَةِ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَالبَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«الآخِرَةِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
(هُمْ): ضَمِيرٌ.
(يُوقِنُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،
وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.
﴿أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥)﴾
(أُوْلَئِكَ): اسْمُ إِشَارَةٍ.
(عَلَى): حَرْفُ جَرٍّ.
1 / 13
(هُدًى): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ المُقَدَّرَةِ لِلتَّعَذُّرِ.
(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.
(رَبِّهِمْ): «رَبِّ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ«هِمْ»: ضَمِيرٌ.
(وَأُولَئِكَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ«أُولَئِكَ»: اسْمُ إِشَارَةٍ.
(هُمُ): ضَمِيرُ فَصْلٍ.
(المُفْلِحُونَ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المُتَّقِينَ بِأَنَّهُمُ المُفْلِحُونَ، فَالإِفْلَاحُ: خَبَرٌ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ المُتَّقِينَ، وَأَمَّا المُبْتَدَأُ فَهُوَ «المُتَّقُونَ» لِأَنَّهُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَقَدْ نَابَ اسْمُ الإِشَارَةِ «أُولَئِكَ» عَنْ ذِكْرِهِمْ؛ أَيْ: «وَالمُتَّقُونَ هُمُ المُفْلِحُونَ»؛ مُبْتَدَأٌ وَضَمِيرُ فَصْلٍ وَخَبَرٌ.
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٦)﴾
(إِنَّ): حَرْفُ نَصْبٍ.
(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.
(كَفَرُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
(سَوَاءٌ): خَبَرٌ مُقَدَّمٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
فَفِي الآيَةِ إِخْبَارَانِ:
الأَوَّلُ: إِخْبَارٌ عَنِ الكُفَّارِ بِأَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «إِنَّ»؛ فَالكُفَّارُ: اسْمُ «إِنَّ» لِأَنَّهُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَقَدْ نَابَ الاسْمُ المَوْصُولُ عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَأَمَّا خَبَرُهَا فَهُوَ نَفْيُ الإِيمَانِ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ.
فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنَّ الكُفَّارَ لَا يُؤْمِنُونَ»؛ «إِنَّ» وَاسْمُهَا، وَأَمَّا خَبَرُهَا فَهُوَ: «لَا يُؤْمِنُونَ».
وَأَمَّا الثَّانِي: فَهُوَ إِخْبَارٌ اعْتِرَاضِيٌّ فَرْعِيٌّ لِلأَوَّلِ، وَهُوَ الإِخْبَارُ عَنْ إِنْذَارِ الكُفَّارِ وَعَدَمِهِ بِأَنَّهُ سَوَاءٌ فِي عَدَمِ إِيمَانِهِمْ، فَالإِنْذَارُ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَالسَّوَاءُ: خَبَرٌ
1 / 14
لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ الإِنْذَارِ.
فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «إِنْذَارُ الكُفَّارِ وَعَدَمُ إِنْذَارِهِمْ سَوَاءٌ»؛ مُبْتَدَأٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَوَاوُ عَطْفٍ وَمَعْطُوفٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ وَضَمِيرٌ وَخَبَرٌ.
(عَلَيْهِمْ): «عَلَى»: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«هِمْ»: ضَمِيرٌ.
(أَأَنذَرْتَهُمْ): الهَمْزَةُ لِلتَّسْوِيَةِ، وَ«أَنْذَرْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِالتَّاءِ المَفْتُوحَةِ، وَالتَّاءُ: ضَمِيرٌ، وَ«هُمْ»: ضَمِيرٌ.
(أَمْ): حَرْفُ عَطْفٍ.
(لَمْ): حَرْفُ جَزْمٍ.
(تُنذِرْهُمْ): «تُنْذِرْ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِالسُّكُونِ، وَ«هُمْ»: ضَمِيرٌ.
(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ.
(يُؤْمِنُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،
وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.
﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٧)﴾
(خَتَمَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ علَى الفَتْحِ.
(اللهُ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
فَاللهُ - تَعَالَى - هُوَ الخَاتِمُ عَلَى قُلُوبِ الكَافِرِينَ.
(عَلَى): حَرْفُ جَرٍّ.
(قُلُوبِهِمْ): «قُلُوبِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ«هِمْ»: ضَمِيرٌ.
(وَعَلَى): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ«عَلَى»: حَرْفُ جَرٍّ.
(سَمْعِهِمْ): «سَمْعِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ«هِمْ»: ضَمِيرٌ.
(وَعَلَى): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ«عَلَى»: حَرْفُ جَرٍّ.
1 / 15
(أَبْصَارِهِمْ): «أَبْصَارِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ«هِمْ»: ضَمِيرٌ.
(غِشَاوَةٌ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
فَالغِشَاوَةُ هِيَ الَّتِي دَلَّتْ عَلَى أَنَّ الوَاوَ الأَخِيرَةَ اسْتِئْنَافِيَّةٌ؛ إِذْ لَوْ كَانَتْ عَطْفًا لَكَانَ المَعْنَى: «خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَخَتَمَ اللهُ عَلَى سَمْعِهِمْ، وَخَتَمَ اللهُ عَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ»، فَلَا يَصِحُّ المَعْنَى فِي الشَّطْرِ الأَخِيرِ.
وَلِهَذَا كَانَ الصَّحِيحُ: «خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَخَتَمَ اللهُ عَلَى سَمْعِهِمْ، وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ»؛ فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ الغِشَاوَةِ بِأَنَّهَا عَلَى أَبْصَارِ الكَافِرِينَ؛ أَيْ:
وَاقِعَةٌ - أَوْ نَحْوُهَا -؛ فَالغِشَاوَةُ مُخْبَرٌ عَنْهَا بِأَمْرٍ، وَلِهَذَا فَهِيَ مُبْتَدَأٌ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ وُقُوعُهَا لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهَا.
فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «الغِشَاوَةُ وَاقِعَةٌ عَلَى أَبْصَارِ الكُفَّارِ»؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ وَجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ.
(وَلَهُمْ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَاللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«هُمْ»: ضَمِيرٌ.
(عَذَابٌ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ العَذَابِ بِأَنَّهُ كَائِنٌ لِلْكَافِرِينَ، فَالعَذَابُ: مُبْتَدأٌ لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ كَيْنُونَتُهُ لَهُمْ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ العَذَابِ.
فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «العَذَابُ كَائِنٌ لَهُمْ»؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ وَجَارٌّ وَضَمِيرٌ.
(عَظِيمٌ): نَعْتٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
فَـ «عَظِيمٌ» صِفَةٌ لِلْعَذَابِ؛ أَيْ: «وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مَوْصُوفٌ بِالعَظَمَةِ».
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (٨)﴾
(وَمِنَ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ«مِنْ»: حَرْفُ جَرٍّ.
(النَّاسِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
(مَنْ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.
1 / 16
(يَقُولُ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.
(آمَنَّا): «آمَنْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا»، وَ«نَا»: ضَمِيرٌ.
(بِاللَّهِ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«اللهِ»: لَفْظُ الجَلَالَةِ: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
(وَبِالْيَوْمِ): الوَاوُ عَطْفٌ، وَالبَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«اليَوْمِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
(الآخِرِ): نَعْتٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
فَـ «الآخِرِ»: صِفَةٌ لِلْيَوْمِ؛ أَيْ: «آمَنَّا بِاليَوْمِ المَوْصُوفِ بِالآخِرِ».
(وَمَا): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: «وَحَالُهُمْ أَنَّهُمْ غَيْرُ مُؤْمِنِينَ»، وَ«مَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.
(هُمْ): ضَمِيرٌ.
(بِمُؤْمِنِينَ): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«مُؤْمِنِينَ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِاليَاءِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (٩)﴾
(يُخَادِعُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.
(اللهَ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.
فَلَفْظُ الجَلَالَةِ: مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّ اللهَ هُوَ المُخَادَعُ - ظَنًّا مِنْهُمْ -، وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمُ المُنَافِقُونَ لِأَنَّهُمُ المُخَادِعُونَ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.
فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يُخَادِعُ المُنَافِقُونَ اللهَ، وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ»؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.
(وَالَّذِينَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ«الَّذِينَ»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.
1 / 17
(آمَنُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
(وَمَا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ«مَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.
(يَخْدَعُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.
(إِلَّا): حَرْفُ حَصْرٍ وَاسْتِثْنَاءٍ.
(أَنفُسَهُمْ): «أَنْفُسَ»: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ«هُمْ»: ضَمِيرٌ.
فَالأَنْفُسُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ لأَنَّهَا المَخْدُوعَةُ؛ وَأَمَّا الفَاعِلُ فَهُمُ المُنَافِقُونَ لِأَنَّهُمُ الخَادِعُونَ لِأَنْفُسِهِمْ، وَقَدْ نَابَتِ الوَاوُ عَنْ ذِكْرِهِمْ.
فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «يَخْدَعُ المُنَافِقُونَ أَنْفُسَهُمْ»؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.
(وَمَا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ«مَا»: حَرْفُ نَفْيٍ.
(يَشْعُرُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.
﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (١٠)﴾
(فِي): حَرْفُ جَرٍّ.
(قُلُوبِهِمْ): «قُلُوبِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ«هِمْ»: ضَمِيرٌ.
(مَرَضٌ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المَرَضِ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ فِي قُلُوبِ الكَافِرِينَ، أَوْ مُسْتَقِرٌّ
أَوْ كَائِنٌ - أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ -، فَالمَرْضُ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ وُجُودُ المَرْضِ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُ.
فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «المَرَضُ مَوْجُودٌ فِي قُلُوبِ الكَافِرِينِ»؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ
1 / 18
مَحْذُوفٌ وجَارٌّ وَمَجْرُورٌ وَمُضَافٌ إِلَيْهِ.
(فَزَادَهُمُ): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ«زَادَ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَ«هُمْ»: ضَمِيرٌ.
(اللَّهُ): لَفْظُ الجَلَالَةِ: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
فَاللهُ - تَعَالَى - فَاعِلُ الزِّيَادَةِ.
(مَرَضًا): مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.
فَالمَرَضُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ لِأَنَّهُ المَزِيدُ الثَّانِي، أَمَّا المَفْعُولُ بِهِ الأَوَّلُ فَهُمُ المُنَافِقُونَ لِأَنَّهُمُ المَزِيدُونَ أَيْضًا.
فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: ««زَادَ اللهُ المُنَافِقِينَ مَرَضًا»؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ وَمَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ.
(وَلَهُمْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَاللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«هُمْ»: ضَمِيرٌ.
(عَذَابٌ): مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ العَذَابِ بِأَنَّهُ كَائِنٌ لِلْمُنَافِقِينَ، فَالعَذَابُ: مُبْتَدأٌ لِأَنَّهُ المُخْبَرُ عَنْهُ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ كَيْنُونَتُهُ لَهُمْ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ العَذَابِ.
فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «العَذَابُ كَائِنٌ لَهُمْ»؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ مَحْذُوفٌ وَجَارٌّ وَضَمِيرٌ.
(أَلِيمٌ): نَعْتٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
فَـ «أَلِيمٌ»: صِفَةٌ لِلْعَذَابِ؛ أَيْ: «وَلَهُمْ عَذَابٌ مَوْصُوفٌ بِأَنَّهُ مُؤْلِمٌ».
(بِمَا): البَاءُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ.
(كَانُوا): فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالواوُ:
ضَمِيرٌ.
(يَكْذِبُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.
1 / 19
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١)﴾
(وَإِذَا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ«إِذَا»: اسْمُ شَرْطٍ، غَيْرُ جَازِمٍ.
(قِيلَ): فِعْلٌ مَاضٍ بِصِيغَةِ المَبْنِيِّ لِلْمَجْهُولِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.
(لَهُمْ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«هُمْ»: ضَمِيرٌ.
(لَا): حَرْفُ نَهْيٍ، جَازِمٌ.
(تُفْسِدُوا): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِحَذْفِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
(فِي): حَرْفُ جَرٍّ.
(الأَرْضِ): اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ.
(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
(إِنَّمَا): «إِنَّ»: حَرْفُ نَصْبٍ، وَ«مَا»: حَرْفٌ كَافٌّ، يَكُفُّ «إِنَّ» عَنِ العَمَلِ.
(نَحْنُ): ضَمِيرٌ.
(مُصْلِحُونَ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ كَاذِبٌ عَلَى لِسَانِ المُنَافِقِينَ، وَهُوَ الإِخْبَارُ عَنْ أَنْفُسِهِمْ بِأَنَّهُمْ مُصْلِحُونَ، فَالمُنَافِقُونَ: مُبْتَدَأٌ لِأَنَّهُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ فِي السِّيَاقِ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَحْنُ» عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ الإِصْلَاحُ لِأَنَّهُ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنْهُمْ - وَذَلِكَ عَلَى لِسَانِهِمْ -.
فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْإِخْبَارِ الكَاذِبِ: «المُنَافِقُونَ مُصْلِحُونَ»؛ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ.
﴿أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (١٢)﴾
(أَلَا): حَرْفُ تَنْبِيهٍ وَاسْتِفْتَاحٍ.
(إِنَّهُمْ): «إِنَّ»: حَرْفُ نَصْبٍ، وَ«هُمْ»: ضَمِيرٌ.
(هُمُ): ضَمِيرُ فَصْلٍ.
(الْمُفْسِدُونَ): خَبَرُ «إِنَّ» مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
1 / 20
فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّهُمُ المُفْسِدُونَ، فَالإِفْسَادُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ
بِهِ، وَالمُنَافِقُونَ هُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الخَبَرُ بِـ «إِنَّ»، وَنَابَ الضَّمِيرُ المُتَّصِلُ بِـ «إِنَّ» عَنِ ذِكْرِ المُنَافِقِينَ.
فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «أَلَا إِنَّ المُنَافِقِينَ هُمُ المُفْسِدُونَ»؛ «أَلَا» وَ«إِنَّ» وَاسْمُهَا وَضَمِيرُ فَصْلٍ وَخَبَرُهَا.
(وَلَكِنْ): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: «وَحَالُهُمْ أَنَّهُمْ لَا يَشْعُرُونَ»، وَ«لَكِنْ»: حَرْفُ اسْتِدْرَاكٍ.
(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ.
(يَشْعُرُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُونِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،
وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِن لَّا يَعْلَمُونَ (١٣)﴾
(وَإِذَا): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ«إِذَا»: اسْمُ شَرْطٍ، غَيْرُ جَازِمٍ.
(قِيلَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، بِصِيغَةِ المَبْنِيِّ لِلْمَجْهُولِ.
(لَهُمْ): اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«هُمْ»: ضَمِيرٌ.
(آمِنُوا): فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
(كَمَا): الكَافُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«مَا»: حَرْفٌ مَصْدَرِيٌّ؛ أَيْ: «كَإِيمَانِ النَّاسِ».
(آمَنَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.
(النَّاسُ): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
فَـ «النَّاسُ»: فَاعِلٌ لِأَنَّهُمُ المُؤْمِنُونَ.
(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
(أَنُؤْمِنُ): الهَمْزَةُ: حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ، وَ«نُؤْمِنُ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ
1 / 21
الظَّاهِرَةِ.
فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.
(كَمَا): الكَافُ: حَرْفُ جَرٍّ، وَ«مَا»: حَرْفٌ مَصْدَرِيٌّ؛ أَيْ: «كَإِيمَانِ السُّفَهَاءِ».
(آمَنَ): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.
(السُّفَهَاءُ): فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
فَـ «السُّفَهَاءُ»: فَاعِلٌ لِأَنَّهُمُ المُؤْمِنُونَ، وَهَذَا التَّرْكِيبُ قَدْ جَاءَ عَلَى لِسَانِ المُنَافِقِينَ الَّذِينَ وَصَفُوا الصَّحَابَةَ ﵃ بِالسَّفَهِ؛ فَأُجْرِيَ الكَلَامُ مَجْرَى الإِعْرَابِ.
(أَلَا): حَرْفُ تَنْبِيهٍ وَاسْتِفْتَاحٍ.
(إِنَّهُمْ): «إِنَّ»: حَرْفُ نَصْبٍ، وَ«هُمْ»: ضَمِيرٌ.
(هُمُ): ضَمِيرُ فَصْلٍ.
(السُّفَهَاءُ): خَبَرُ «إِنَّ» مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّهُمْ سُفَهَاءُ، فَالسَّفَهُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ، وَالمُنَافِقُونَ هُمُ المُخْبَرُ عَنْهُمْ، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الخَبَرُ بِـ «إِنَّ»، وَنَابَ الضَّمِيرُ المُتَّصِلُ بِـ «إِنَّ» عَنْ ذِكْرِ المُنَافِقِينَ.
فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «أَلَا إِنَّ المُنَافِقِينَ هُمُ السُّفَهَاءُ»؛ «أَلَا» وَ«إِنَّ» وَاسْمُهَا وَضَمِيرُ فَصْلٍ وَخَبَرُهَا.
(وَلَكِنْ): الوَاوُ: حَالِيَّةٌ؛ أَيْ: «وَحَالُهُمْ أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ»، وَ«لَكِنْ»: حَرْفُ اسْتِدْرَاكٍ.
(لَا): حَرْفُ نَفْيٍ.
(يَعْلَمُونَ): فعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُونِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ،
وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.
1 / 22
﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ (١٤)﴾
(وَإِذَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ«إِذَا»: اسْمُ شَرْطٍ، غَيْرُ جَازِمٍ.
(لَقُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ؛ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.
(آمَنُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
(آمَنَّا): «آمَنْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بـ «نَا»، وَ«نَا»: ضَمِيرٌ.
(وَإِذَا): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ«إِذَا»: اسْمُ شَرْطٍ، غَيْرُ جَازِمٍ.
(خَلَوْا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ المُقَدَّرِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
فَالفِعْلُ المَاضِي مَفْتُوحُ اللَّامِ لِأَنَّ أَصْلَهُ - بِدُونِ وَاوِ الجَمَاعَةِ -: «خَلَى»؛ مَفْتُوحُ اللَّامِ، وَبِأَلِفٍ مَقْصُورَةٍ فِي آخِرِهِ.
(إِلَى): حَرْفُ جَرٍّ.
(شَيَاطِينِهِمْ): «شَيَاطِينِ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ«هِمْ»: ضَمِيرٌ.
(قَالُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
(إِنَّا): «إِنَّ»: حَرْفُ نَصْبٍ، وَ«نَا»: ضَمِيرٌ.
(مَعَكُمْ): «مَعَ»: ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ«كُمْ»: ضَمِيرٌ.
فَـ «مَعَ» - هُنَا -: كَلِمَةٌ دَلَّتْ بِالقَصْدِ عَلَى مَكَانِ المُصَاحَبَةِ.
(إِنَّمَا): «إِنَّ»: حَرْفُ نَصْبٍ، وَ«مَا»: حَرفٌ كَافٌّ، يَكُفُّ «إِنَّ» عَنِ العَمَلِ.
(نَحْنُ): ضَمِيرٌ.
(مُسْتَهْزِءُونَ): خَبَرٌ مَرْفُوعٌ بِالوَاوِ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَلَى لِسَانِ المُنَافِقِينَ، وَهُوَ الإِخْبَارُ عَنْ أَنْفُسِهِمْ بِأَنَّهُمْ مُسْتَهْزِءُونَ، فَالاسْتِهْزَاءُ هُوَ الأَمْرُ المُخْبَرُ بِهِ عَنِ المُنَافِقِينَ، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَحْنُ»
1 / 23