Alemania Nazi: Un estudio en la historia contemporánea de Europa (1939-1945)
ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)
Géneros
Heydrich » والمعروف باسم «جزار مورافيا»، الذي أغتيل في 27 مايو 1942 على أيدي جمعية سرية تابعة للجيش الوطني، رأى أن يوقع الإعدام على 400 من القواد وأركان الحرب والموظفين والصناع والفلاحين التشيك، كما قبض على عدد من الوطنيين بلغ «1400»، ووجه الجستابو إلى هؤلاء جميعا طائفة من التهم المنوعة: منها أنهم نجحوا في إخفاء بعض الأسلحة التي أنتجتها المصانع التشيكية للحرب لأسباب وطنية، وأنهم نظموا حركة المقاومة المعروفة باسم «الإبطاء المتعمد» في الإنتاج، وأنهم قاموا بأعمال «تخريب» واسعة، أو كانوا على اتصال مستمر بطريق اللاسلكي مع لندن، أو أتلفوا آلات وأدوات الصناعة العسكرية الألمانية وهكذا. وكان من بين الذين أعدموا الدكتور «فرانكنبرجر»، وهو من كبار رجال وزارة الزراعة، اتهمه الجستابو بالعمل على تعطيل تسليم الحبوب والغلات الزراعية الأخرى «التشيكية» إلى سلطات الاحتلال الألماني. ومع ذلك وعلى الرغم من بطش الجستابو وقسوة الاحتلال النازي، فقد ظلت تشيكوسلفاكيا من مراكز المقاومة الإيجابية القوية ضد النازي في أوروبا.
وأما ثاني المراكز الهامة لهذه المقاومة الإيجابية فكان يوغوسلافيا؛ إذ جعل نشاط الجماعات السرية المنظمة حياة الجند الألمان والإيطاليين والهنغاريين والبلغاريين الذين يحتلون بلادهم حياة شقاء وإرهاق مستمر، فهناك شطر من الجيش اليوغسلافي السابق تحت قيادة الجنرال دراجا ميخائيلوفتش كان يعمل جديا كوحدات مدربة على القتال العنيف في غابات البوسنة، ثم في سائر أنحاء البلاد بعد ذلك، وهناك جماعة التشتنك
Cetnik
كانت مهمتها العمل في الجبل الأسود وكرواتيا ودلماسيا، ثم هناك جماعة الشيوعيين ويعرفون باسم «البارتيزان
» كانت مهمتهم الهجوم على مدن يوغسلافيا الشمالية، ثم أخيرا هناك «حزب الفلاحين الكروات» القديم وكانت يوغسلافيا الجنوبية ميدان نشاطه.
وكان جيش الجنرال ميخائيلوفتش يتراوح بين العشرين والمائة ألف جندي نظامي، ويضم إليه عددا من النساء، وقد درب هذا الجيش بحيث كان من السهل على جنده خلع الأردية العسكرية وإخفاء السلاح في الليل، حتى إذا بدأ النهار عادوا إلى أعمالهم العادية كفلاحين أو رعاة خنازير أو صناع أو عمال وهكذا، فلا يمضي وقت قصير حتى يلتحم هؤلاء ثانية في معركة دامية مع جيش الاحتلال، وعبثا كان يحاول الجستابو والجند الألمان عقب المعركة البحث عن الأسلحة أو الذخائر أو الأردية العسكرية. وفي خريف 1941 خاض هذا الجيش غمار معركة حامية في «سابي
Saboé »، استخدم فيها اليوغسلافيون المدافع الثقيلة تحت أنوف الجستابو وسلطات الاحتلال، ومن ضروب المقاومة التي برع فيها هذا الجيش الهجوم على السكك الحديدية ومناجم الفحم ومحطات توليد الكهرباء والجسور والقناطر ومخازن الذخيرة وثكنات الجند الألمان والمطارات وهكذا.
وفي كثير من الأحايين كان يتعاون «التشتنيك» و«البارتيزان» و«حزب الفلاحين الكروات» مع جيش ميخائيلوفتش، إلا أن مهمة «التشتنيك» الأساسية كانت مفاجأة جيش الاحتلال في جماعات شبه عسكرية سريعة الحركة مسلحة بأسلحة من الطراز الأول، فينزلون بالعدو أضرارا بليغة ويفرون بسلام. وأما مهمة «البارتيزان» و«الفلاحين الكروات» فكانت إرهاق المدن التي يحتلها الألمان والإيطاليون واغتيال الخونة والألمان المتغالين في أساليب التعذيب والإجرام، ثم تخليص الرهائن والغنائم أو تعطيل نقلها.
وعندما كانت هذه الجماعات تعمل متضامنة كانت تؤلف قوة كبيرة وجد الألمان والإيطاليون من جراء نشاطها أن يحتفظوا في هذه البلاد في أثناء الشهور الستة الأولى من عام 1942 بعدد من الفرق العسكرية لا يقل عن ست أو سبع فرق، على الرغم من الحاجة الملحة إلى استخدام هذه القوة العسكرية في ميادين القتال، وهناك أدلة متعددة على مقدار ما أنزلته هذه القوات بالألمان وحلفائهم وصنائعهم من خسائر جسيمة في الأرواح والعتاد الحربي. فقد حدث في يولية 1943 أن قتل الوطنيون اليوغوسلافيون ما لا يقل عن 100 إيطالي عندما هجموا فجأة على الثكنات الإيطالية في جزر دلماسيا التي تقع في البحر الأدرياتيكي تجاه إيطاليا، وقد ترتب على هذا الهجوم أن إيطاليا لم تلبث أن أعلنت التعبئة العامة في ألبانيا، وكذلك ألغيت إجازات جميع أفراد قوات المحور في البلقان وأرسلت سريعا النجدات الكبيرة إلى اليونان. بيد أنه لم تمض أيام قلائل على هذا الحادث المروع حتى اشتبك اليوغوسلافيون الوطنيون مع الألمان في معركة كبيرة في منطقة وادي كمارينكا التي تبعد نحو 50 إلى 60 ميلا جنوب سراجيفو الشرقي عاصمة البوسنة، ثم حدث في شهر سبتمبر من العام نفسه أن التحم اليوغوسلافيون الشيوعيون مع الألمان ومع جماعة الأوستاشي الكرواتية الموالية لهم في منطقة «سنج»، كما استعرت نيران الحرب بينهم وبين الألمان في الجبل الأسود وفي الهرسك، وغنم اليوغوسلافيون كميات كبيرة من الذخائر واستولوا على عدة مدن. وفي أكتوبر كانت قوات الجيش اليوغوسلافي الوطني لا تزال تواصل عملياتها الهجومية بنجاح في الجبل الأسود والهرسك والبوسنة، ودارت معارك عنيفة في ساحل دلماسيا وفي سلوفينيا وعلى حدود ألبانيا وفي كرواتيا، خصوصا مقاطعة سلافونيا على طول حدود هنغاريا. ثم استطاعت العصابات الوطنية أن تقف على بعد ميل واحد من زغرب وأن تقطع خطوط تموين المدينة، هذا عدا ما فعلته من أعمال التخريب المتعددة كانتزاع خطوط السكك الحديدية ونسف الجسور في جميع هذه المناطق. واضطر الألمان من جراء ذلك إلى اتخاذ عدة تدابير، منها ما أذاعه راديو بودابست منذ يولية عن استعداد القيادة العسكرية الألمانية في سربيا لمنح مكافأة مالية كبيرة لمن يأسر الجنرال ميخائيلوفتش حيا أو ميتا، أو يستطيع استبعاد شره بأية وسيلة كانت. وفي أكتوبر أعلنت الحكومة المجرية الأحكام العرفية في مناطق المجر الجنوبية وفي المناطق المحتلة وفي المنطقة المتاخمة لدولة كرواتيا الضالعة مع الألمانيين.
وفي 14 أكتوبر أذاع الراديو الألماني أن الفيلد ماريشال روميل تولى القيادة العليا للأعمال الحربية الموجهة ضد الثوار اليوغوسلافيين، وعبثا حاول الألمانيون استمالة زعيم حزب الفلاحين الكرواتي عندما عرضوا عليه منصب رئيس الدولة إذا أيد الألمان وحث العصابات الكرواتية على التخلي عن نشاطهم، فوضعه الألمان تحت رقابة شديدة. وكان من جراء تسليم إيطاليا أن صارت الوحدات الإيطالية الباقية في يوغوسلافيا تتعاون مع الجيش اليوغوسلافي الوطني في الجبل الأسود وفي سلوفينيا وفي دلماسيا. وفي أكتوبر كانت جميعها تقاتل إلى جانب اليوغوسلافيين، وفي 26 من الشهر نفسه أحرز اليوغوسلافيون الأحرار انتصارا عظيما عندما استولوا بعد قتال عنيف على بلدة «فارس-ميدان» وهي آخر مركز للصناعات الثقيلة في البوسنة كان لا يزال في أيدي الألمان. وفي أواخر عام 1943 تفوق في الميدان الماريشال «تيتو
Página desconocida