Alemania Nazi: Un estudio en la historia contemporánea de Europa (1939-1945)
ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)
Géneros
Hanz Frank » حاكما عليها ويعد من فطاحل رجال القانون النازيين، وكان يشغل وقتذاك منصب وزير العدل في الريخ الألماني. ولما كان معروفا أن نظرية نقاوة الجنس الجرماني تمنع النازيين من محاولة «جرمنة» العناصر الأجنبية؛ فقد أصبح من المتوقع أن تظل هذه «الحكومة العامة» بمثابة دولة بولندية يقطن بها إلى جانب البولنديين أولئك اليهود الذين طردهم الألمان من البلاد التي استحوذوا عليها، وخصص النازيون لإقامة اليهود مساحة معيشة عند لوبلين
Lublin
قرب الطرف الجنوبي الشرقي لهذه «الحكومة العامة»، واهتم النازيون بتوثيق الروابط الاقتصادية بين هذه «الحكومة العامة» وألمانيا على أساس استغلال مرافق البلاد لفائدة الريخ وتسخير أهلها في خدمته. غير أن سرعان ما حدث في 15 أغسطس 1940 أن أفصح «هانز فرانك» عن نوايا الريخ الجديدة عندما قال: «نحن نقيم الآن في هذه البلاد وكجرمانيين لن نغادرها أبدا؛ ولذلك فإنا سوف نعامل هذه البلاد في المستقبل كجزء لا يتجزأ من ألمانيا الكبرى، لا غنى عنه لمجال قوتها
Macht-raum
ولن ينظر إليها على أنها أقاليم محتلة فحسب.»
وكان مما دعا النازيين إلى تغيير خطتهم الأولى أنهم وجدوا من السهل عليهم بعد انتصاراتهم الساحقة في مايو 1940، أن يتبعوا أسلوب «الدوائر ذات المركز الواحد» من أجل جرمنة بعض أجزاء بولندة المتاخمة للريخ، فأرادوا إنشاء كتلة جرمانية من تلك «الحكومة العامة» التي أسسوها، وذلك بإقصاء وإبادة العناصر البولندية وغيرها من العناصر التي كانت تقطن بهذا المركز الجديد الذي أرادوا إنشاءه، فضلا عن التمهيد لإعداد دائرة الحكومة العامة قبل إدماجها في الريخ الألماني. وبناء على ذلك ألغى الألمان في ديسمبر 1940 «الرعوية البولندية» قانونا، وأصبح البولنديون في وضعهم الجديد بمثابة «القصر» أو «المحميين
Schutzgbefohlene »، ثم ما لبث حتى ظهر أثر تطبيق النظام الجديد من الناحية العملية في فرض ضريبة إضافية قدرها 15٪ يدفعها البولنديون المقيمون في الحكومة العامة، علاوة تلك الضرائب التي تدفعها الطبقتان الأخريان: طبقة جرمان الريخ
Reichdeutsche ، وطبقة الجرمان الأقرباء
Volksdeutsche ، أي إن البولنديين صاروا هم واليهود في مستوى واحد، وكانت هذه الضريبة الإضافية تدعى ضريبة «الموازنة الاجتماعية
Sozialausgleichsabgabe » وكان الغرض من ذلك أن يدفع البولنديون الضريبة الإضافية - على حد قول النازيين - كنوع من التكفير أو التعويض عن ذلك المركز الوضيع الذي كانوا يشتغلونه بالقياس إلى مركز طبقة الجرمان الرفيعة الشأن، ولم ينتظر الهتلريون حتى تتم عملية إعداد «الحكومة العامة» لإدماجها في الريخ الألماني نهائيا، بل عمدوا إلى تجزئة أرضها إلى إقطاعيات أعطيت للنازيين الذين صاروا يؤلفون طبقة «البارونات» على غرار ما حدث إبان العصور الوسطية. ومما عزز هذا التنظيم الإقطاعي، أن العلاقة بين الجرمان «النازيين» والشعب البولندي كانت تشبه في جوهرها علاقة السيد برقيق الأرض في إقطاع العصور الوسطى. وفضلا عن ذلك فقد اختار النازيون الموظفين الذين أوفدوهم إلى بولندة لتطبيق «النظام الجديد» بها من حثالة القوم، ثم تفتق ذهنهم عن اصطلاح جديد أضافوه إلى معجم اللغة الألمانية، ترجمته الحرفية «صالح أو لائق للخدمة في بولندة
Página desconocida