31

افتراءات المنصرين على القرآن الكريم أنه يؤيد زعم ألوهية المسيح عليه السلام

افتراءات المنصرين على القرآن الكريم أنه يؤيد زعم ألوهية المسيح عليه السلام

Editorial

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

Géneros

ثالثًا: بشرية عيسى ﵇ وعبوديته من خلال القرآن والأناجيل: ينقسم هذا الموضوع إلى الفقرتين التاليتين: أ- بشرية عيسى ﵇ وعبوديته من خلال القرآن: أخبر الله ﷾ في القرآن الكريم أن عيسى ﵇ عبد من عبيد الله كما قال تعالى: ﴿لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ﴾ (النساء: ١٧٢) . وكما قال تعالى: ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا﴾ (مريم: ٣٠) . يقول ابن كثير: "أول شيء تكلم به أن نزه جناب ربه تعالى وبرأه عن الولد وأثبت لنفسه العبودية لربه" (١) . وقد جاء في آيات أخرى قوله ﴿أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ﴾ (المائدة: ١١٧) .وقوله تعالى: ﴿وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ (مريم: ٣٦) . فهو إنسان مخلوق خلقه الله ﷾ كما خلق آدم من تراب قال تعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (آل عمران:٥٩) . وكما قال تعالى - على لسان مريم: - ﴿قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (آل عمران: ٤٧) .

(١) إسماعيل بن كثير القرشي: تفسير القرآن العظيم"دار المعرفة بيروت – لبنان - (١٤٠٣هـ-١٩٨٣م) جـ٢ ص (١١٩) .

1 / 31