Allah Reveals Himself to His Servants

Omar Suleiman al-Ashqar d. 1433 AH
128

Allah Reveals Himself to His Servants

الله يحدث عباده عن نفسه

Editorial

دار النفائس للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

Ubicación del editor

الأردن

Géneros

٤ - جعل الله الشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره: وقوله تعالى: ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ﴾ أي: أنَّ الله خلق السموات والأرض، وخلق الشمس والقمر والنجوم، وجعلهن مسخراتٍ بأمره، أي: في طلوعهنَّ وغروبهنَّ وحركاتهنَّ، كلُّ ذلك مقدَّرٌ وفق ما يريده الله ويحدِّده. والله تعالى ﴿لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ فالخلق له كلُّه وحده، والأمر له كلُّه وحده. وقوله: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ أي: تبارك وتقدَّس، وأصل تبارك تفاعل إذا كثرت بركاته وخيراته. وبعد أن عرَّفنا ربُّنا ﵎ بنفسه أمرنا أن ندعوه تضرعًا وخفية، وأمرنا أن ندعوه خوفًا وطمعًا، فالدعاء هو العبادة كما صحَّ في الحديث، والله هو الذي يستحقُّ أن يعبد. وقد أمرنا ربُّنا ﷿ أن ندعوه تضرُّعًا وخفيةً في قوله: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: ٥٥] ومعنى ﴿تَضَرُّعًا﴾ أي: متذللين بخشوعٍ واستكانةٍ، ومعنى. . . ﴿وَخُفْيَةً﴾ أي: سرًا وهمسًا، ندعوه راجين رحمته خائفين عذابه. والدعاء الذي أمرنا الله به هو العبادة، وقد كان دعاء الصالحين خفيةً، فزكريا ﵇ ﴿نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا﴾ [مريم: ٣]. وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ فالله لا يحبُّ المعتدين، لا في الدعاء ولا في غيره، ومن الاعتداء في الدعاء رفع الصوت بالدعاء، أو

1 / 132