Alá, el Universo y el Hombre: Perspectivas en la Historia de las Ideas Religiosas
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
Géneros
ولكن ماذا عن التطور الذي نلحظه عبر التاريخ في نواتج الثقافة الإنسانية، وعن الطريق الطويل الذي قطعته الأداة الحجرية قبل أن تتحول إلى مفاعل ذري؟ (ج):
لقد راكم الإنسان عبر السنين معارف تكنولوجية أوصلته إلى ما هو عليه الآن، ولكن هذا التطور التكنولوجي لا يحمل معه بالضرورة تطورا في النواحي غير المادية للحضارة؛ مثل الفن، والأخلاق، والدين، والعلاقات الإنسانية، والسياسة، بل العكس هو الصحيح أحيانا؛ فلقد أخلى على سبيل المثال النظام الاجتماعي البدائي القائم على الحرية والمساواة مكانه لنظام الطبقات، وأخلى النظام السياسي البدائي القائم على الشورى مكانه للحكم الاستبدادي، وأخلى التسامح الديني البدائي مكانه للتعصب والحروب الدينية، كما أخلت العلاقات الإنسانية البدائية القائمة على التعاون والمشاركة مكانها للتنافس والتطاحن بين الأفراد، فهل نتحدث هنا عن تطور أم عن تراجع؟ (س):
هل نظريتك في أسبقية القوة السارية على الآلهة جديدة تماما على مبحث تاريخ الأديان؟ وكيف توصلت إليها؟ (ج):
في مجال البحث العلمي سواء أكان في العلوم الإنسانية أم في العلوم الدقيقة
Exact Sciences
لا يوجد شيء جديد تماما، وإنما إضافة على القديم الذي جاء به السابقون، والجديد الذي قدمته هو انطلاقي من النتائج التي توصل إليها الأنثروبولوجيون من دراستهم للمجتمعات البدائية المعاصرة لنا وتطبيقها على ثقافات العصور الحجرية؛ حيث كانت النتائج مذهلة. وإني مدين بشكل خاص إلى عالم الاجتماع الفرنسي إيميل دوركهايم في كتابه
The Early Forms Of Religious Experience ، الذي درس فيه الحياة الاجتماعية والدينية لسكان أستراليا الأصليين؛ فبعد أن قام بتحليل المعلومات التي تم جمعها عن حياة المجتمعات الأسترالية التي تعتبر أكثر الشعوب الأصلية بدائية، وجد دوركهايم أن مركز الحياة الدينية عند هؤلاء هو قوة غفلة، بلا اسم أو شخصية، وهذه القوة تسري في مظاهر الكون والطبيعة. وقد عبروا عن حضور هذه القوة من خلال صورة حيوانية يرسمونها على الأدوات الطقسية، فكانت كل عشيرة مثلا تختار حيوانا ما تحمل اسمه، ولا تشاركهم فيه عشيرة أخرى، فهنالك عشيرة الكنغر، وعشيرة الأفعى، وعشيرة النسر، وما إلى ذلك من الحيوانات المعروفة في تلك القارة الواسعة. وتعتبر صور هذا الحيوان بمثابة شارة القداسة التي تدور حولها طقوسهم الدينية. وقد دعا الباحثون هذا الحيوان بالطوطم
Totem ، وهي كلمة مستمدة من إحدى لغات الهنود الحمر في أمريكا الشمالية. (س):
ولكن الرأي الشائع عن الطوطمية هو أنها نوع من عبادة الحيوان؟ (ج):
لا يوجد في تاريخ الإنسان شيء اسمه عبادة الحيوان، والإنسان لم يرفع قط حيوانا ما إلى مرتبة الألوهة، فما معنى أن يعبد الإنسان حيوانا يستطيع صيده وأكله؟ (س):
Página desconocida