279

الكشف المبدي

الكشف المبدي

Investigador

رسالتا ماجستير للمحققَيْن

Editorial

دار الفضيلة

Número de edición

الأولى ١٤٢٢ هـ

Año de publicación

٢٠٠٢ م

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

في كتاب «الفروق» - ثلاثة أقسام: واجب إجماعًا، وغير واجب إجماعًا، ومختلف فيه: هل يجب توحيد الله - تعالى - به أم لا؟
القسم الأوّل (الذي يجب توحيد الله - تعالى - به): من التّعظيم بالإجماع. [فذلك كالصّلوات]ـ على اختلاف أنواعها ـ، والصّوم - على اختلاف رتبه في الفرض والنّفل والنّذر ـ؛ فلا يجوز أن يفعل شيئًا من ذلك لغير الله - تعالى ـ، وكذلك الحجّ ونحو ذلك؛ أي: كالاستغاثة والاستعانة والالتجاء، وكذلك الخلق والرّزق، والإماتة والإحياء، والبعث والنّشر، والسّعادة والشّقاء، والهداية والإضلال، والطاعة والمعصية، والقبض والبسط؛ فيجب على كلّ أحد أن يعتقد توحيد الله - تعالى - وتوحّده بهذه الأمور على سبيل الحقيقة، وإن أضيف شيء منها لغيره - تعالى ـ؛ فإنّما ذلك على سبيل الرّبط العاديّ، لا أنّ ذلك المشار إليه فعل شيئًا [حقيقة؛ كقلونا: قتله السّم، وأحرقته النّار، وأرواه الماء؛ فليس شيء من ذلك يفعل شيئًا] ممّا ذكر حقيقة؛ بل الله - تعالى - ربط هذه المسبّبات بهذه الأسباب كما شاء وأراد، ولو شاء لم يربطها، وهو الخالق لمسبّباتها عند وجودها، لا أنّ تلك الأسباب هي الموجودة. وكذلك إخبار الله - تعالى - عن عيسى ﵇ أنّه كان يحيي الموتى، ويبرئ الأكمه والأبرص؛ معناه: أنّ الله - تعالى - كان يحيي الموتى ويبرئ عند إرادة عيسى ﵇ لذلك، لا أنّ عيسى ﵇ هو الفاعل لذلك حقيقة؛ بل الله - تعالى - هو الخالق لذلك، ومعجزة عيسى ﵇ في ذلك ربط وقوع ذلك الإحياء وذلك الإبراء بإرادته؛ فإنّ غيره يريد ذلك ولا يلزم إرادته ذلك؛

1 / 313