15

الخطابة عند العرب

الخطابة عند العرب

Investigador

ياسر بن حامد المطيري

Editorial

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1433 AH

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

Literatura
فإنَّ كثيرًا منه لم يُكسِبْه السجع إلا سَمَاجةً وثِقَلًا. والتزامُ السجع -كما يقول ابن خلدون-: "ناشئٌ من القصور عن إعطاء الكلام حقَّه في مطابقة مقتضى الحال".
عندما سقطت بغداد في أيدي التَّتَار، وصارت الدولة إلى أيدي أمراءَ لا يعنيهم شأنُ العربية، انحطَّت اللغة العربية إلى دَرْكٍ سافلٍ، وظَلَّت الخطابة بعد هذا مقصورةً على أيام الجُمَعِ والأعياد ومواسم الحج، وموقوفةً على مواعظ محدودة، بعد أن كانت تخوضُ الإرشادَ إلى وسائل العِزَّة ووجوه الإصلاح.
وما برحت الخطابةُ في موقفها، حتى أقبلَ عهدُ الخديوي إسماعيل باشا، واهتزَّت مِصْرُ في حركة اجتماعية أو سياسية، فنشطت الخطابة مِنْ عِقَالِها، بل بُعِثَتْ من مرقدِها، وتخلَّصَتْ من قيود السجع، فآتَتْ من الآثار ما تقرؤون اليوم وما تسمعون.

1 / 185