49

الإعجاز العلمي إلى أين

الإعجاز العلمي إلى أين

Editorial

دار ابن الجوزي

Edición

الثانية

Año de publicación

١٤٣٣ هـ

Géneros

في الإعجاز العلمي، فالعلم الذي ينسبون إليه الإعجاز هو العلم التجريبي، فهل هذه النسبةُ سديدة؟!
هنا عدد من المسائل فيما يتعلق بمصطلح (العلمي).
المسألة الأولى: هل العلم منحصرٌ في العلم التجريبي بحيث يكون هو العلم دون غيره؟
إنَّ نسبة العلم المطلق وتخصيصها بالعلم التجريبي ظاهرة البطلان، لكن من أين جاءت؟
لقد كان وصف العلوم التجريبية بأنها العلم مطلقًا من آثار الاستعمار البريطاني لمصر، وهناك قسَّم الإنجليز الدراسة إلى قسمين: القسم العلمي، ويعنون به دراسة العلوم التجريبية، والقسم الأدبي ويعنون به دراسة الشرعيات والاجتماعيات واللغات.
وهذا التمييز فيه مكر ودهاء ممن وضع هذه المصطلحات التي سارت في الأمة الإسلامية حتى وصلت لهؤلاء الأفاضل فنسبوا الإعجاز إلى العلم التجريبي، فسمَّوه: الإعجاز العلمي.
وإذا كان هذا هو العلم، فهل الإعجاز اللغوي الذي يحكيه من يذكر أنواع الإعجاز ليس علميًّا؟!
أليس في ترك وصف أنواع الإعجاز الأخرى التي يحكيها الذين كتبوا في الإعجاز العلمي شيء من التنقص لهذه الأنواع؟!
قد يقول قائل: إن هذا اصطلاح، ولا مشاحة في الاصطلاح.
والجواب: إن هذه القاعدة ليست على إطلاقها، فالاصطلاح إذا حمل معنًى باطلًا أو فاسدًا فإنَّ فيه مشاحة بلا ريب، وهذا هو الحال هنا.

1 / 53